عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ".
أكد الدكتور محمد شحاتة أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن الحديث دل على أن من خصال الإيمان المستحبة أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه فيأتيه بما يحب أن يؤتى به، ويمنع عنه ما يحب أن يمنع عنه من الأذى، وينصح له ويجتهد في أداء حقوقه واحترامه وتقديره والنظر في مصالحه، وأعظم ذلك إن رأى نقصاً في دين أخيه اجتهد في إصلاحه، ومن تحلى بهذه الخصلة العظيمة كان مستحقا لدخول الجنة.
وأضاف أنه لما كان المسلم محسناً لإخوانه في الحياة الدنيا مشفقاً عليهم حريصاً على نفعهم جازاه الله بالإحسان في الآخرة وأدخله دار كرامته، وإنما يقدر على هذه الخصلة ويقوى عليها من رزق سلامة الصدر، وكان قلبه خاليا من الغل والغش والحسد، فمن كان كذلك سره ما سر أخاه وساءه ما ساء أخاه.
وأشار إلى أن ما يستفاد من هذا الحديث: أن الإيمان يتفاضل منه كامل، ومنه ناقص وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.ومنه أيضا الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله " حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " والتحذير من أن يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لأنه ينقص بذلك إيمانه حتى أن الرسول نفى عنه الإيمان، مما يدل على أهمية محبة الإنسان لإخوانه ما يحب لنفسه بجانب نزع الحسد والغل والغش والحسد فمن كان كذلك سره ما سر أخاه وساءه ما ساء أخاه.