من كراهية الجمعة إلى هدم الكعبة.. مخطط جلادستون الرهيب

على بريدي الخاص على صفحة "فيسبوك" كانت إحدى الصديقات ترسل إلي عبر مجموعة قائمة بأماكن انطلاق المظاهرات من أمام المساجد في أحياء القاهرة والجيزة، ولم يكن يثير ارتيابي شيء قدر ما أني كنت أعرف أن هذه الصديقة لا تعير الشعائر الدينية اهتماما، فهي تظهر أنها "علمانية" لا تهتم بتلك المعتقدات التى يأتي بها المتدينون بأي دين!.
ما الأمر وما العيب في ذلك؟!.
أليس من مفاخر الثورة في 25 يناير أنها جمعت بين المسلم والمسيحي والسلفي والعلماني والليبرالي والملحد في صف واحد؟!.
اصبر قليلا وأنا أخبرك
ولأنى من المؤمنين إيمانا عميقا بنظرية المؤامرة بل وأراها تخطت مرحلة كونها مؤامرة، إلى التخطيط فالتنفيذ، فتحملني قليلا وأنا أعود بك إلى الفترة التى كانت بريطانيا العظمى، تدفع بقواتها لاحتلال مصر، فقد كان يرأس وزراءها عجوز معروف بعدائه الشديد لكل ما هو شرقي لاسيما الإسلام.
فقد رأى ذلك الشيخ الهرم المدعو وليم جلادستون، أنه لا سبيل لكسر المسلمين والسيطرة على بلادهم في الشرق، حتى يتمكن البريطانيون من احتلال قلب العالم، إلا بالقضاء على ثلاثة عقبات في طريقهم وهي
1ـ القضاء على يوم الجمعة
2ـ التشكيك في القرآن
3ـ هدم الكعبة
أما عن يوم الجمعة: فهو ذا الحلم الجلادستوني قد بدأ يتحقق أمام أعيننا، فإذا بكثير من الناس يجاهرون بكراهيتهم ليوم الجمعة وصارت عبارة "بلاش الجمعة الجاية لأن الدنيا هتتقلب" أو " كرهونا في يوم الجمعة.. أستغر الله العظيم".. هي العبارة الأكثر شهرة عند تحديد المواعيد لإقامة المناسبات!.
فيوم الجمعة الذي هو خير يوم تطلع فيه الشمس، فترى الوجوه ضاحكة مستبشرة، يوم تفتح فيه أبواب الحدائق والمتنزهات، بينما الجدات والأمهات يفتحن أحضانهن للأبناء والأحفاد في إجازة نهاية الأسيوع السعيدة.
كان يوما تلتقي فيه الأسرة، فصار يوما مرعبا مخيفا، ما أن ينتهي فيه المصلون من صلاتهم، حتى يهرعون إلى مساكنهم يقبعون بقلوب وجلة أمام شاشات التليفزيون يضغطون بعصبية على الريموت كنترول ويدعون الله تضرعا وخفية، بأن يمر هذا اليوم الأسود بسلام!.
هكذا؟!.
نعم.. هكذا صار يوم الجمعة يوما أسود!.
فهل الثوار بكل تشكيلاتهم السياسية، لا ينشطون إلا في يوم الجمعة؟!.
والآن توارى الثوار بعد أن تحول يوم الجمعة إلى جحيم حقيقي لا تكتوي به المناطق التى تشهد مظاهرات أو اشباكات وحدها، بل كل مصر تكتوى به بعد أن تعلقت العيون بالأحداث والقلوب بذكرى حرائق جمعة الغضب!.
فماذا بعد جمعتين أو ثلاثة أو أكثر من جمعات الغضب في مستقبل مفتوح لكل الاحتمالات يلهث وراء شبق للسلطة متلفح بعباءة الثورة!.
فالكل استغل يوم الجمعة والكل لا يهتم بأمن وأمان الأسرة المصرية في يومها الأثير!.
وبقي في الساحة الإخوان وأنصارهم يخرجون من المساجد إذا قضيت الصلاة، ينتشرون في الأرض غير أنهم لا يبتغون من فضل الله ولا يفلحون.
فإن كانوا هم من مرتادي المساجد كل يوم وكل صلاة، فلماذا يوم الجمعة وحده يبدو بكل هذا الصخب؟!.
لقد تحول اليوم منذ الثامن والعشرين من يناير بدخانه الأسود، إلى كابوس أسبوعي يهدد الناس ويلجأهم إلى الإقامة الجبرية في منازلهم أو استنشاق الغاز ودخان الكاوتشوك.
وشيئا فشيئا سيفقد يوم الجمعة قدسيته مع ذكرياته السوداء، فيتحقق ما قال به جلادستون منذ ما يقرب من قرن ونصف القرن!.
ويتم إنجاز المرحلة الأولى من الخطة الشيطانية التى يقوم على تنفيذها الآن "إسلاميون" وهم لا يشعرون!.
أما المرحلة الثانية وهي القرآن، فقد بدأت بالفعل مع دعوات هنا وهناك بانتهاك قدسية المصحف أو حرقه علنا، كما حدث ويحدث في مناطق كثيرة شرقا وغربا.
ووبموازاة ذلك.. فإنه على مواقع إليكترونية وقنوات فضائية ناطقة بالعربية وغير العربية، تنطلق حملات منظمة تستهدف القرآن في الصميم ما بين التسفيه والتشكيك والسخرية، وتقدمها وجوه لا تفلح في إخفاء التعصب الديني والمذهبي والسياسي وتتعامل مع المسلمين على أنهم مليار ونصف مليارنسخة مكررة من بن لادن.
وهم يتعمدون الحوار مع نوعيت منتقاة بخبث ممن يزعمون بأنهم علماء المسلمينبينما يتم عمدا تجاهل أهل العلم منهم، فيبدو أئمة المسلمين جهلاء أغبياء يتكلمون ويسبون فقط لكنهم لا يفكرون بل ولا يعقلون!.
فلابد من تقديم الإسلام والمسلمين على تلك الصورة القبيحة حتى يكره العالم مناظرهم ويتهم عقيدتهم ويحرق كتابهم الذي ظل يتلى فيهم أربعة عشر قرنا ونصف القرن، محفوظا بشكل معجز، فجاء منذ بضع سنين من يزعم أنه لديه الدليل على أنه ليس هو ذلك الكتاب الذي أنزل على محمد!.
فالأمران.. "حرق الجمعة" و"حرق المصحف" يسيران حسب خطى محسوبة خبيثة تجعل المسلمين يشاركون فيها وهم لا يفقهون!.
أما الهدف الثالث وهو هدم الكعبة المشرفة، فالمجال والصدر يضيقان بسرد ما تعرضت له الكعبة عندما حرقت وهدمت وانتهكت قدسيتها في الصراعات السياسية بين المسلمين أنفسهم، منذ معارك عبد الله بن الزبير مع بني أمية و بعده بقرون ما حدث من القرمطي، وفي 20 نوفمبر عام 1979وجدنا من يقتحم المسجد الحرام تحت راية الجهاد التى رفعا الإرهابي المجرم جهيمان العتيبي ويرتكب من الفظائع ما لم يجرؤ عليه جلادستون وجنوده!.
وها نحن نقرأ في الأثر أن ذي السويقتين "الحبشي" سيهدم الكعبة (راجع ما قيل عن تاثير سدود أثيوبيا -الحبشة- على الطبيعة الجيولوجية على جنوب غرب شبه الجزيرة العربية) ثم بعد ذلك دعوة ناشطة يمنية قبل 3 أعوام إلى هدم الكعبة!.
تلك الكعبة التى هرع إليها مشركو مكة قبل بعثة محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وسلم" واقتطعوا من قوتهم لإعادة بنائها و-هم الكافرون- بينما انتهكها مسلمون في صراعاتهم السياسية!.
ترى هل كنا بحاجة إلى التحذير من خطة جلادستون.. بينما ألف ألف جلادستون يعيشون بينا ويزعمون بأنهم مسلمون؟!.