محمد وردي.. وتوقف قلب الموسيقى النابض
محمد عثمان وردي، هو رجل أسمر روي فنه وإبداعه بطمي نيل السودان العظيم، حيث ولد وردي في السودان يوم 19 يوليو 1932 بإحدي القري السودانية البسيطة وهي قرية صواردة جنوب مدينة عبري بشمال السودان ، نشأ وردي وتربي في كنف عمه وكان يعشق الموسيقي والشعر منذ صغره .
وفي العاشرة من عمره رحل لمدينة شندي في وسط السودان لإكمال تعليمه ثم عاد لمدينة حلفا بعد أن درس بمعهد تأهيل المعلمين وعمل كمعلم بالمدارس الوسطي ثم الثانوية العليا.
في عام 1953 م زار الأستاذ محمد وردى العاصمة الخرطوم لأول مرة ممثلا لمعلمى شمال السودان في مؤتمر تعليمى عقد آنذاك، ثم انتقل للعمل بالخرطوم بعد ذلك، وبدأ ممارسة الفن كهاوى حتى عام 1957 م عندما تم اختياره بواسطة الاذاعة السودانية- بعد تجربة أداء ناجحة وإجازة صوته ليقوم بتسجيل اغانيه في الاذاعة.
وتحقق حلم طفولته في الغناء في الاذاعة بين الفنانين العمالقة امثال : الراحل عبد العزيز محمد داؤود وحسن عطية واحمد المصطفى وعثمان حسين وإبراهيم عوض وغيرهم.
وفى خلال عامه الأول في الاذاعة تمكن وردى من تسجيل 17 اغنية مما دفع مدير الاذاعة في ذلك الوقت لتشكيل لجنة خاصة من كبار الفنانين والشعراء الغنائيين كان من ضمن اعضائها إبراهيم الكاشف ابرز المطربين في ذلك الوقت وعثمان حسين وأحمد المصطفى لتصدر اللجنة قرارا بضم وردى لمطربى الفئة الأولى كمغنى محترف بعد أن كان من مطربى الفئة الرابعة.
تميز وردى بإدخاله القالب النوبى والادوات الموسيقية النوبية في الفن السودانى مثل الطمبور، كما عرف عنه أداء الاغانى باللغتين النوبية والعربية. ويعتبره الكثير من الناس مطرب أفريقيا الأول لشعبيته غير المسبوقة في منطقة القرن الافريقى واثيوبيا.
كما عرف بثراء فنه وتنوع اغانيه من الرومانسية والعاطفية والتراث النوبى والاناشيد الوطنية والثورية، وفى عام 1989م خرج من السودان بعد انقلاب الإنقاذ العسكري ليعود بعد 13 عاما قضاها في المنفى الاختيارى.
منح الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005م تقديرا لمسيرته الفنية لأكثر من 60 عاما ولما يزيد على 300 اغنية، وباعتباره أسطورة فنية سودانية خالدة وموسوعة موسيقية.
ومساء أمس 18 من فبراير عام 2012 وتحديدا في العاشرة ونصف مساء توفي وردي وتوقفت معه دقات قلبه الذي كان ينبض بالموسيقي والعشق طوال 80 عاما متواصلة.