"فرسان مالطا" سفارة بلا دولة.. تمثيلها الدبلوماسي في "94 عاصمة".. وتقدم نفسها رسميًا كجمعية خيرية

فرسان مالطا دولة بلا أرض.. وعضو مراقب في الأمم المتحدة
تمتلك سفارات في 4 عواصم عربية.. وتمثيلها الدبلوماسي في مصر منذ 1980
تعود جذورها إلى القرن الحادي عشر.. وترتبط بعلاقات مع 94 دولة
تقدم نفسها رسميًا كجمعية خيرية.. وسفيرها في مصر يحمل صفة "مستشار عسكري"
"فرسان مالطا".. دولة بلا أرض.. لها سفارات في أربعة عواصم عربية منها القاهرة.. وعضو مراقب في الأمم المتحدة، ضمن قائمة البعثات الدبلوماسية في مصر تجد البطاقة التعريفية لسفارة "منظمة فرسان مالطا".. عنوانها في "هدى شعراوي" بوسط القاهرة، وساعات عملها تماماً كما على البطاقة التعريفية لأي سفارة أخرى في القاهرة.
ولكن "فرسان مالطا" ليست بدولة، بل منظمة دولية تعود جذورها إلى القرن الحادي عشر، ثم بقايا دولة كانوا يحكمونها في مالطا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، وأخيراً "عصعوصاً" تاريخياً من بقايا غزوات الفرنجة التي زعموا بأنها كانت "حملات صليبية".
ويحمل سفير "منظمة فرسان مالطة" في مصر صفة "مستشار عسكري"، وهو أمر غريب بالنظر إلى أن "دولة الفرسان" كما تعرف نفسها، أو "مسلك مالطا العسكري المستقل"، تقدم نفسها رسمياً كجمعية خيرية تعمل في المجال الطبي وتبرر إصرارها على إقامة علاقات دبلوماسية بالدول بهذا الغرض، حيث يوجد لها مثلاً مستشفى قديم للولادة.
لـ"فرسان مالطا" تمثيلاً دبلوماسياً في مصر منذ عام 1980، وفي لبنان وموريتانيا وأرتيريا والمغرب والسودان وتشاد وغيرها.. ويقول وليد الخازن اللبناني الأصل سفير "الفرسان": "إن لـ«فرسان مالطا» دستورها الخاص، وجوازات سفر خاصة بها تصدرها لأعضائها وطوابع، كما ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع 94 دولة، وأن هناك 16 دولة إسلامية وثماني دول عربية لها علاقات مع فرسان مالطا".
وقد تشكلت الجماعة في البداية كجمعية خيرية لإغاثة المرضى من الحجاج المسيحيين القادمين إلى القدس في القرن الحادي عشر قبيل غزوات الفرنجة، ولكن بسرعة بعد الاحتلال، تحولت الجماعة بقدرة قادر إلى قوة عسكرية مقاتلة، ومن ثم إلى جماعة أصولية مشعوطة منشقة عن منظمة "فرسان المعبد" التي كانوا جزءاً منها.
وبعد تحرير فلسطين وبقية بلاد الشام من الفرنجة في القرن الثالث عشر "عام 1291" انطلقت الجماعة إلى قبرص، ثم إلى جزيرة رودس وواظبت على ممارسة القرصنة ضد سفن وسواحل العرب والمسلمين.
وبقيت الجماعة هكذا حتى القرن السادس عشر عندما تولت جزيرة مالطا عام 1530، وهو ما يفسر اكتسابها اسم "فرسان مالطة" المشتهرين بالإغارة على سواحل ليبيا وتونس.
وقد تم الاعتراف بهم رسمياً من قبل الفاتيكان وبعض الدول الأوروبية لتكون نهايتهم على يد نابليون، زعيم فرنسا العلماني، في نهاية القرن الثامن عشر، وعندما هُزم نابليون، لم يتمكنوا من العودة إلى حكم مالطة، وانتقل مقرهم رسمياً، بصفتهم الخيرية إلى الفاتيكان في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، فترة الحركات الثورية في أوروبا.
سفارة "فرسان مالطا"، لافتة تفاجئ كل من يسير فى شارع هدى شعراوى بوسط البلد، وخصوصًا أمام العقار رقم 18، ليبدأ فى التساؤل عن موقع هذه الدولة وفى أى قارة تقع، لكن المثير للدهشة أن هذه السفارة لاتوجد لها دولة، مما دفعنا لمحاولة معرفة تفاصيل عن هذه السفارة.
وقال بواب العمارة، إنه ممنوع الدخول إلى مقر السفارة أو التصوير نظرًا لعدم التصريح بذلك، خصوصًا أن السفارة لايوجد بها أحد من المسئولين، حيث إنه يوجد مقر آخر لها فى مصر الجديدة، -على حد قوله-.
من جانبه، قال الأسطى سمير المكوجى لـ"صدى البلد"، إنه يعمل منذ 45 سنة بجوار سفارة فرسان مالطا، وهى موجودة منذ حوالى 35 سنة فى البلاد. وأضاف أن جميع من يعملون بهذه السفارة اناس فى غاية الاحترام ومتعاونون، حيث إنهم يأتون بالملابس إلى المكوجى لكيها بكل احترام.