قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

المفتي من جامعة الزقازيق: العلم والدين جناحا التقدم والتكامل بينهما ضرورة عقلية وشرعية

امفتي خلال القاء كلمته
امفتي خلال القاء كلمته

شدّد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على أن العلاقة بين الدين والعلم ليست ميدان خصومة أو صراع، وإنما هي علاقة قائمة على التكامل والتعاضد، يتساندان لا يتنازعان، ويقود كلٌّ منهما الآخر إلى الهداية والصواب. جاء ذلك خلال كلمته في ندوة بعنوان «العلاقة بين الدين والعلم» نظّمتها جامعة الزقازيق.

أوضح فضيلة المفتي أن ما يُظن أحيانًا من وجود تعارض بين الوحي والعقل، أو بين الدين والعلم، ما هو إلا وَهْمٌ صنعته عقول قاصرة أساءت الفهم عن الله وعن مقاصد الشرع، فاختزلت الدين في الغيبيات، والعلم في الماديات، مؤكدًا أن الخلل لا يعود إلى جوهر العلم أو حقيقة الدين، بل إلى قصور في إدراك البعض لطبيعة كل مجال وحدوده ومجالات التداخل والاستقلال فيه.

وأكد فضيلته أن سوء الفهم الحاصل في هذا الباب يرجع في كثير من الأحيان إلى غياب التصور الصحيح لطبيعة العلاقة بين العقل والنقل، فكلٌّ منهما له مجاله الخاص، يتحرك فيه باستقلال أو تداخل، لكن مصدرهما في النهاية واحد، هو الله عز وجل؛ فالوحي هداية من الله، والعقل نفحة ربانية، وبهما معًا تتحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وتُعمّر الأرض بأدوات الفهم والتدبر، مشيرًا إلى أن استحضار العقل لفهم الوحي شرط رئيسي للانتفاع به، وأن تعطيل العقل يقود للجمود، كما أن إقصاء الدين يفضي للتيه، أما الجمع بينهما فهو طريق التوازن والهداية.

ونوّه فضيلته إلى أهمية التمييز بين حدود العلم الطبيعي ومجالات الدين الإلهي، فالعلم مهما تقدّم يظل عاجزًا عن الإحاطة بكل شيء، وهناك حقائق كبرى – كحقيقة الروح – لا تزال عصيّة على أدواته، بينما يمتد الدين إلى مساحات الوجدان والمعنى والمقصد، مستنكرًا الظن الخاطئ بأن الدين يعارض العلم، وهو في حقيقته كان سابقًا إليه في كثير من أخلاقياته وأصوله.

واختتم مفتي الجمهورية كلمته بالتنبيه إلى خطأ شائع يتمثل في إخضاع النصوص الدينية للنظريات العلمية، مؤكدًا أن النظرية تظل محل نقاش وتطور، بخلاف الحقيقة العلمية الثابتة، ومن ثم لا ينبغي أن يُعلّق الدين على فرضيات لم تُحسم بعد، بل يجب أن يبقى الدين هو الميزان، والعقل الأداة، والعلم معينًا على الفهم والعمران.

من جانبه، أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن تقديره الكبير لفضيلة المفتي، مشيدًا بأهمية الندوة لما تحمله من رسائل مهمة في مسيرة بناء الإنسان، مؤكدًا أن العلم والدين يمثلان جناحي النهضة، فبالعلم تُبنى الحضارات، وبالدين تُصان القيم ويُهذّب السلوك، موضحًا أن دار الإفتاء تقوم بدور بارز في تعزيز الوعي الديني ومجابهة الفكر المتطرف، ضمن جهود الدولة لبناء الإنسان المصري فكريًا وثقافيًا.

أما  الدكتور خالد الدرندلي، رئيس جامعة الزقازيق، فقد ثمّن مشاركة فضيلة المفتي، معبرًا عن اعتزازه بجهوده في نشر قيم التسامح والوسطية، مشيرًا إلى أن اللقاء يُعد فرصة ثمينة لطلاب الجامعة للاطلاع على رؤى العلماء، داعيًا إلى تكامل أدوار المؤسسات الدينية والتعليمية لبناء وعي وطني مستنير قادر على مواجهة التحديات.

شهد الفعالية عدد من القيادات الجامعية والتنفيذية، من بينهم المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والدكتور خالد الدرندلي، رئيس الجامعة، والدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة جيهان يسري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع، والدكتور هلال عفيفي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إضافة إلى عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس.