قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. محمد أبوالفضل بدران يكتب: لماذا تشوّه المرأةُ نفسها؟

د.محمد أبو الفضل بدران
د.محمد أبو الفضل بدران


عجبي من هذا المخلوق الجميل الذي خلقه الله وأوْدع فيه سحرا وجمالا وخلقَ في قلوب الرجال محبتَه والأُنس به زوجةً وأختا وأمًّا وعَمةً وخالةً وزميلةً.. لكن ماذا تفعل النساء بأنفسهن؟ يبدو أن لديهن عدم ثقة في أنفسهن وإلا فلماذا يضجرن ويتمردن على خَلْقهن؟ لماذا لا تقنع المرأة بما حباه الله لها من أنوثة وجمال؟ هل أسهمت السينما والتليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي في عدم رضا المرأة على نفسها جسدًا وروحا؟ هل للنساء اللواتي تراهن على الشاشة دورٌ كبير في عدم رضائهن عن أنفسهن وهنَّ ينظرن إلى هذه الموديلات الجميلة مظهرا؟ لماذا تريد المرأة أن تصبح غيرها؟ فلا يرضيها شيءٌ في نفسها؛ فلا يعجبها طولُها فأرادت أن تطيل طولَها بكعب حذائها الذي كاد أن يصل إلى نصف متر ومن عجب أنها قادرة على المشي به ! لم يعجبها طول رموشها فاستعارت رموشا طويلة تركّبها فوق رموشها وكأنها "سَباتة" أو مظلَّة غريبة فوق عينيها؛ ولم يعجبها سُمْكُ حواجبها  فرقَّقتهما أولا حتى صارا خطَّيْن أسودين ولم يعجباها فأزالتهما ثم جاءت بقلم أسود فرسمَتْ حاجبيْن بالألوان يشبهان ما أزالَتْه بيديْها من شَعر طبيعي كان أجمل وأحلى فبدت كمهرج السيرك.. ولم يعجبها طول شَعرها فاشترت شَعرا طويلا شبّكَتْه في شعرها الأقصر فبدا شعرها طويلا.. لم تعجبها عيونها ولونهما الطبيعي الجميل فاشترت عدسات بألوان غريبة على لون بشرتها وتقاسيم وجهها وغَطّت بها حدقتيْها وهي أجسام غريبة قد تصيبها بالعمى!! لم تعجبها أظافرها فاشترت أظافر لا تعرف مادتها ولا أصلها وألصقَتْها فوق أظافرها لتبدو طويلة من "ذوات الأظافر" وبدت أظافرها الجديدة مخيفة مُعيقة وكأنها ستُنشِب أظافرها فيمن تقابله وتذكرنا بالوحشيات! لم يعجبها حجم أنفها وشِفاهها فذهبَتْ إلى أطباء التجميل فنهبوا أموالها وشوَّهوا وجهها فهي تعانى نَفسِيًّا حسرةً على ما ضاع من جمال وجهها الذي كانت عليه، ولن تستطيع إعادتَه إلى الشكل الذي خُلقَتْ به.. خلعتْ أسنانها الجميلة القوية وركَّبَتْ أسنانا صناعية هشة لا تتفق مع تقاطيع فكَيْها ووجهها ؛ لماذا لا يقتنعن بما وُهِبْن ؟ ولا يشوّهن أجسادهن ونفوسهن؟ فالعمر يتقدم والتغيّرات  قادمات لا محالة والشباب شباب الروح والجمال يكمن في أخلاق الروح وما ذهبَ هيهات أن يعود ؛وهل يصلح العطّارُ ما أفسدَ الدهرُ؟


• عمليات فاشلة


إن هذه العمليات التجميلية ما بين عمليات شفط وحَقْن قد تكلفها حياتها وقد حدث... وقد رأينا من أجْرَتْ عمليات في كل جسدها حتى تغدو فاتنة فصارت مَسخا لا تقبله هي ذاتها وصارتْ كائنًا غيرها..هل الأمر يحتاج إلى جلسات نفسية وإلى مراجعات ذاتية مع النفس، وأن ما يفعلنه هل هو لجذْب الرجال أو انتقام سادي من النفس، ما جدوى تخريم الأذن لوضع حلقان كثيرة بها؟ أين الجمال في ثقب الأنف وتعليق مشابك وخطاطيف بها وبالرموش؟ هل يستحق الرجال كل ما تفعلينه؟ وهل هذا سيجذب الرجال؟ آن للمرأة أن تعود لطبيعتها وجمالها الرباني وتوقن أن الجمال هو جمال الروح وأن جمالها الفطري الأصلي أفضل من الجمال المصنوع الذي سرعان ما يْكتشف ويفنى ولا يبقى سوى جمال الروح والأخلاق.


• بيت العرسان

يُحكى أن مدينة أعلنت عن عرسان ستعرضهم في مبنى يتألف من طوابق أربعة، وعلى الفتيات الراغبات في الزواج القدوم والدخول من باب واستعراض فتيان الدور الأول واختيار العريس من بينهم، فإن لم يعجبن بهؤلاء يصعدن للدور الأعلى وهكذا دواليك، بشرط أن مَن تصعد للدور الأعلى لا تعود إلى الطابق الذى تركته أبدًا، ومن تصعد لآخر دور تعود من سلّم خارجي للأرض. 
فجاءت الفتيات من كل صوب وحدب للفوز بزوج؛ دخلن الطابق الأول فوجدن لافتة كُتب عليها «فتيان شباب أقوياء عاطلون عن العمل» فتفحصنهم ولم يعجبهن شاب منهم للاختيار، فصعدن للطابق الثاني وكانت اللافتة تقول «شباب أقوياء لديهم عمل» فتفحصنهم ولم تُعجَب أية واحدة منهنّ بأي شاب رغم جمال الشباب ووظائفهم المغرية، فصعدن إلى الطابق الثالث فوجدن لافتة «شباب أصحاء أغنياء لديهم عمل» فتفحصنهم فلم تختر واحدةٌ منهن شابًا رغم كل المزايا ثم صعدن للطابق الرابع الأخير فوجدن لافتة تقول «لا يوجد رجال» وخرجن من السّلّم «اللي يودّى ما يرجعش».
[email protected]