في ظل تصعيد إقليمي غير مسبوق وضغوط متزايدة من إسرائيل، تنعقد في العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية من المباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة متجددة لكسر الجمود حول الملف النووي الإيراني، وتفادي انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.
وتأتي هذه الجولة في لحظة دقيقة، تزامناً مع وصول حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس كارل فينسن" إلى خليج عدن، وفق ما كشفت عنه مجلة نيوزويك، في تحرك عسكري يراه مراقبون بمثابة ورقة ضغط أمريكية إضافية، ورسالة ردع موجهة ليس فقط لطهران، بل أيضاً لحلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون الذين تعرضوا خلال الساعات الماضية لغارات جوية مكثفة.
في المقابل، تكشف مصادر مطلعة لموقع أكسيوس عن تحركات دبلوماسية إسرائيلية متسارعة، شملت اجتماعاً سرياً في باريس بين مدير الموساد، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وبين المسؤول الأمريكي بريت ويتكوف، أحد أبرز مهندسي مسار المفاوضات مع إيران في إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأكد ويتكوف، وفق ذات المصادر، أن الهدف الأمريكي لا يزال يتمثل في حل الأزمة النووية دبلوماسياً، غير أن هذا الموقف لم يخفف من حدة القلق الإسرائيلي، حيث شدد وزير الدفاع يوآف جالانت على أن "منع إيران من امتلاك سلاح نووي" يمثل أحد هدفين أساسيين منذ توليه منصبه.
وفي الاتجاه نفسه، قال وزير الخارجية إسرائيل كاتس: "نحن، رئيس الوزراء نتنياهو وأنا، وكل الأطراف في الحكومة، ملتزمون بدفع الجهود نحو منع إيران من امتلاك هذا السلاح".
وعلى وقع هذه التصريحات، تتصاعد أصوات في المنطقة تتخوف من أن تُفشل الضغوط الإسرائيلية مسار المحادثات، في وقت تزداد فيه معاناة المدنيين، لاسيما في قطاع غزة الذي شهد منذ فجر اليوم غارات إسرائيلية أسفرت عن سقوط 40 شهيداً على الأقل، بحسب ما أفادت به مصادر طبية.
يُذكر أن الجولة الأولى من المحادثات بين واشنطن وطهران، والتي عقدت مطلع مارس الماضي، لم تُفضِ إلى اختراق ملموس، إلا أن جولة روما تحمل أهمية خاصة نظراً لتسارع الأحداث على الأرض، وتعقّد الحسابات الدولية، خصوصاً في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.