في تطور لافت على صعيد العلاقات الإقليمية، أعلنت الرئاسة السورية أن العاصمة القطرية الدوحة احتضنت لقاءً رسمياً بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، برعاية من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأكد بيان الرئاسة السورية أن اللقاء جاء في إطار "الحرص على تفعيل مسارات التعاون العربي"، مشيرة إلى أن الزعيمين شددا خلال محادثاتهما على "أهمية احترام سيادة واستقلال البلدين"، معتبرين أن "أمن واستقرار سوريا والعراق يشكلان حجر الأساس لأمن المنطقة بأسرها".
وبحسب البيان، فقد تناول اللقاء ملفات متعددة، أبرزها تعزيز التنسيق الأمني والميداني على الحدود المشتركة، وتكثيف التعاون الاستخباراتي بين الجهات المعنية في البلدين. كما ناقش الطرفان سبل تطوير العلاقات التجارية وتسهيل حركة البضائع والأفراد، إلى جانب تشجيع الاستثمارات المتبادلة وبناء علاقات اقتصادية أكثر توازناً.
واعتبرت الرئاسة السورية أن هذا اللقاء يشكل "خطوة مهمة على طريق بناء علاقات متوازنة"، و"انطلاقة جديدة نحو تعزيز العمل العربي المشترك في مرحلة تتطلب تقاربا عربيا أكثر من أي وقت مضى".
بالتزامن مع اللقاء السوري-العراقي في الدوحة، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أمريكية مطلعة أن واشنطن بدأت بسحب مئات من جنودها من شمال شرق سوريا، في خطوة تأتي ضمن مراجعة استراتيجية للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
ووفقًا لما أوردته الصحيفة، فقد أغلق الجيش الأمريكي ثلاث قواعد تشغيلية صغيرة من أصل ثماني قواعد في تلك المنطقة، ما خفض عدد القوات المتبقية إلى نحو 1400 جندي. وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن قادة الجيش أوصوا بالإبقاء على 500 جندي أمريكي على الأقل، على أن يتم تقييم الوضع الميداني خلال شهرين لاتخاذ قرار بشأن خفض إضافي محتمل.
ويرى مراقبون أن التوقيت المتزامن بين هذا اللقاء العربي رفيع المستوى وبين تقليص الحضور العسكري الأمريكي في سوريا قد يعكس تغيراً في معادلات النفوذ الإقليمي، وإعادة ترتيب للأولويات في ظل انشغال واشنطن بملفات دولية أخرى، واستعدادها للانتخابات الرئاسية المقبلة.