قال الفريق أسامة رئيس هيئة قناة السويس ربيع أن قناة السويس واجهت العديد من الأزمات خلال السنوات الماضية على رأسها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وأزمة السفينة إيفرجيفين ومؤخرا أمن الملاحة في البحر الأحمر.
وشدد "ربيع" خلال كلمة له بمناسبة الاحتفال "بيوم التفوق" والذي عقد في محافظة الإسماعيلية بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، شدد أن أزمة الملاحة في البحر الأحمر كان لها تأثير كبير جدا علي الملاحة في قناة السويس.
كما أشار الفريق أسامة ربيع أن أزمة الملاحة في البحر الأحمر أدت إلى تحويل خطوط التجارة إلى رأس الرجاء الصالح.
وأوضح رئيس هيئة قناة السويس أن الهيئة اتخذت إجراءات سريعة لعودة الملاحة مرة أخرى في القناة لصورتها الطبيعية، كما قامت الهيئة بتقديم خدمات جديدة منها الصيانة والإصلاح للسفن والإنقاذ البحري والإسعاف البحري وتزويد السفن بالوقود.
واستعرض الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس تطور أداء القناة خلال الفترة من 2019 وحتى 2024، موضحاً أن الحمولات الصافية للسفن بلغت 1.207 مليار طن في 2019، ثم انخفضت طفيفاً إلى 1.169 مليار طن في 2020 رغم أزمة فيروس كورونا المستجد، لتعاود الارتفاع مسجلة 1.275 مليار طن في 2021، ثم 1.410 مليار طن في 2022، وصولاً إلى رقم قياسي بلغ 1.568 مليار طن في 2023، قبل أن تتأثر بالظروف الراهنة وتنخفض بواقع 66.5% إلى 525 مليون طن في 2024.
وعلى صعيد أعداد السفن، فقد سجلت القناة عبور 18880 سفينة في 2019، و18830 سفينة في 2020، ثم ارتفعت إلى 20694 سفينة في 2021، و23851 سفينة في 2022، محققة رقمًا قياسيًا جديدًا بـ 26434 سفينة في 2023، فيما سجلت إحصائيات الملاحة بالقناة؛ انخفاضاً على إثر أزمة البحر الأحمر بنسبة 50% لتصل إلى 13213 سفينة في 2024 مقارنة بعام 2023.
وفيما يتعلق بالإيرادات مقومة بالدولار، فقد حققت القناة 5.804 مليار دولار في 2019، و5.606 مليار دولار في 2020، ثم زيادة الإيرادات المحققة إلى 6.334 مليار دولار في 2021 ، و7.934 مليار دولار في 2022، وصولًا إلى أعلى إيراد سنوي في تاريخها بلغ 10.250 مليار دولار في 2023، قبل أن تتأثر حركة الملاحة بالقناة بالتوترات بالمنطقة وتنخفض الإيرادات المحققة في عام 2024 بنسبة 61% إلى 3.991 مليار دولار، وذلك مقارنة بعام 2023.
وأضاف الفريق أسامة ربيع أن تصاعد وتيرة التحديات والأوضاع بالمنطقة لم يقف عائقاً أمام مواصلة قناة السويس تقديم خدماتها الملاحية والبحرية واستكمال استراتيجيتها الطموحة، والتي ترتكز على تحقيق التطوير الشامل والمتكامل، من خلال استمرار مشروعات تطوير المجرى الملاحي، وتحديث الأسطول البحري، وذلك بالتوازي مع جهودها للنهوض بمستوى الخدمات الملاحية، وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن تقدم من قبل، وذلك ضمن مساعي قناة السويس للتحول إلى مركز إقليمي لتقديم الخدمات البحرية واللوجيستية المختلفة.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أنه على صعيد تطوير المجرى الملاحي، فقد نجحت قناة السويس في تحقيق إنجاز جديد بانتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه (التوسعة والازدواج) وتشغيله أمام حركة التجارة العالمية للاستفادة بما يحققه من مزايا ملاحية عديدة أبرزها زيادة عامل الأمان الملاحي، وتقليل تأثيرات التيارات المائية على السفن العابرة، علاوة على زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل من ٦_ ٨ سفن.
أما بالنسبة لملف تطوير الأسطول البحري، فقد أوضح الفريق ربيع أن قناة السويس قطعت خطوات واسعة نحو تعزيز أسطولها البحري بعدد من الوحدات الجديدة والمتطورة، لضمان استمرار كفاءة وسلامة الملاحة في القناة، ومواكبة النمو المتزايد في حركة التجارة العالمية، مشيراً إلى أن قناة السويس شهدت انضمام ٢٤ وحدة بحرية مختلفة خلال الفترة الماضية.
وتطرق الفريق أسامة ربيع إلى حزمة الخدمات الملاحية الجديدة التي شملت تقديم خدمات الإنقاذ البحري، والإسعاف البحري، ومكافحة التلوث، وصيانة وإصلاح السفن، وخدمة التزود بالوقود، وخدمة تبديل الأطقم البحرية.
كما أعلن رئيس الهيئة عن إطلاق خدمة جديدة ــ لأول مرة ــ بالشراكة مع مجموعة (V Group) اليونانية الرائدة، وهي خدمة جمع المخلفات الصلبة من السفن العابرة لقناة السويس، بما يتماشى مع المعايير الأوروبية واللوائح الدولية وتوصيات المنظمة البحرية الدولية "IMO" بخفض الانبعاثات الكربونية، وذلك ضمن استراتيجية الهيئة لتحول إلى "القناة الخضراء" بحلول عام 2030، على أن تستكمل الخدمة لاحقاً بجمع المخلفات السائلة وإنشاء مصنع لتحويل المخلفات إلى وقود بديل.