اعتاد المصريون تعطير البيوت والمساجد والأماكن المفتوحة بالبخور، وهناك أمر لا يعرفه الكثيرون هو أن البخور يدخل كعنصر رئيسي في طقوس السحر، ويستخدمه أيضًا بعض المعالجين في علاج المصابين بالمس والسحر والعين.
حكم استخدام البخور لمنع الحسد
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من الاستشفاء بالعطور والبخور؛ لما ثبت أنَّ لهما تأثيرًا بالغًا على الصحة النفسية والبدنية، وليس ذلك من البدَعِ في شيء؛ بل هو من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته من بعده.
وأوضحت دار الإفتاء أنه نصَّ عليه علماء الأمة سلفًا وخلفًا عبر القرون، وصنفوا في ذلك الكتب والمؤلفات، واجتهدوا في بيان ما يُستشفى به منهما، مع وجوب الالتزام في ذلك بما يمليه الأطباء وينصح به المتخصصون؛ حتى يؤتِيَ نفعَهُ، ويُجتنَبَ ضررُهُ؛ إذ إن تفاوت الأجساد البشرية في الصحة والمرض، والقوة والضعف، يتحتم معه تفاوت طُرق علاجها، كما أن ما يصلح لأحدٍ قد يَضُرُّ بآخر.
بينما قالت إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، في حكم استخدام البخور للحسد والعين إنهلا أعلم لهذا العمل أصلًا شرعيًّا، والواجب تركه؛ لكونه من الخرافات التي لا أصل لها، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك»، وقال له رجل: يا رسول الله، ماذا لقيت البارحة من لدغة عقرب، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: «أما إنك لو قلت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك».
كما قال عليه الصلاة والسلام: من قال حين يصبح: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح».
أنواع البخور الروحانية
ومن أشهر أنواع البخور «المسك، العود، الجاوني، المصطكي، الصندل، الكافور، اللبان المُر «الكندر»، السعد -وهو عبارة عن العقد الجذرية المجففة-، البشع -ينمو على بعض الصخور الرطبة وكذلك على جذوع بعض الأشجار الكبيرة مثل العرعر حيث تجمع وتجفف وتستعمل كبخور-، الأظفر -وهي اظافير مشتقة من حيوانات بحرية أو برية -.
هناك أنواع للبخور الروحانية مثل عرق الصندل، وعرق الزعفران، وعرق العنبر، وعرق المسك تتميز بأن لكل منها مهمة وخدامًا خاصين من الجن وأعمال محددة تُحرق من أجلها، فلكل عمل سحري بخوره الخاص وخدامه من الجن، أو إذا لزم الأمر من الشياطين في حال كان السحر سفليًا.
فبخور الأعمال الروحانية منها الخاص بتسخير الجن العلوي في عملها، وهناك بخور آخر للأعمال الروحية السفلية التي تستخدم لتسخير الخدام والشياطين السفليين للقيام بعملها، ويعد البخور ذو الرائحة العطرة مُستحبًا للأرواح الطاهرة والعكس صحيح، أما البخور ذو الرائحة الكريهة يجلب الجن الكفار.
ويحبالجن المسلم أو غير المؤذي البخور ذا الرائحة العطرة مثل اللبان الذكر والكسبرة والجاوى والمستكة، والعنبر والمسك والزعفران وغيرها، أما الجن الكافر والمؤذي والشيطان وخُدام الأسحار فيحبون البخور ذا الرائحة الكريهة مثل الصبر والمر والحلتيت وغيرها.
حكم استعمال البخور في الرقية
وأكد الفقهاء أن استعمال البخور في الرقية والقراءة ليس له أصل في السنة أو عن أحد من الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم مع علمهم وحرصهم على نفع الخلق ودفع الأذى عنهم، كما أن المشعوذين من طقوسهم استعمال البخور، فعدم فتح هذا الباب هو الواجب منعًا للانحرافات التي تنتج عن ذلك.
ثم إن اعتقاد أن استعمال البخور لا لكونه من الطيب ولكن لأنه مما يدفع الآفات أو يفيد في الرقية أو يحل السحر أو يطرد الشياطين هو من اعتقادات الصابئة عباد النجوم.
علاج الحسد والعين
ورد في السنة النبوية علاج الحسد والعين والسحر ومنها: «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «بسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء).
وذكر بعض أهل العلمأربع خطواتللتحصين من الحسد والعين والسحر، وهي: أولًاالاستعانة على قضاء الحوائج والمصالح بالكتمان،ثانيًا: قراءة المعوذتين،ثالثًا: إطعام وسقاية الحاسد قدر استطاعة المحسود لاتقاء غله،رابعًا: التعرف علىالحاسدمن لحن قوله لمحاولة اتقاء شره، امتثالا لقوله تعالى فى الآيات 29 - 30 من سورة محمد: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ».