أضرار مشروبات الطاقة لم تعد خافية، بل باتت موثقة بدراسات وتحذيرات صدرت عن جهات صحية عالمية، مع تزايد الإقبال عليها في السنوات الأخيرة، وخاصة بين فئة الشباب والمراهقين، بدعوى أنها تمنح من يشربها طاقة لا مثيل لها وتساعده على السهر والتركيز لفترات أطول.

لكن الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون هي أن هذه المشروبات تحمل في طياتها مخاطر صحية جسيمة.
تعريف مشروبات الطاقة
لا يوجد تعريف علمي موحد لـ مشروبات الطاقة، إلا أنها تصنَّف ضمن فئة المشروبات المنعشة غير الكحولية التي تحتوي على الكافيين، التورين، مجموعة فيتامينات B، وأحيانًا مكونات أخرى مثل الجنسينغ، الكارنيتين، الجنكة، الغوارانا، والغلوكورونولاكتون. هذه التركيبة تجعل تأثيرها محفزًا ومنبهًا للجسم، لكنها في المقابل تنطوي على مخاطر عديدة.
مكونات مشروب الطاقة
تشمل مكونات مشروب الطاقة الأساسية نسبة مرتفعة من الكافيين، السكريات، بعض الأحماض مثل الفوسفوريك والكاربونيك، بالإضافة إلى المواد المنشطة كالتورين والجنسينغ. هذه المكونات تمنح إحساسًا مؤقتًا بالطاقة، لكنها تتسبب في اضطرابات صحية على المدى القصير والطويل.
ماذا يفعل مشروب الطاقة بالجسم؟
عند تناول مشروب طاقة، تحدث تغيرات فورية في الجسم، مثل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
الكافيين ينبه الجهاز العصبي ويزيد من اليقظة الذهنية، لكنه يؤدي أيضًا إلى الأرق، القلق، وتشنجات العضلات.
كذلك، فإن السكر الزائد يرفع من خطر الإصابة بالسمنة وتسوس الأسنانـ، وتؤكد الدراسات أن أضرار مشروبات الطاقة تمتد إلى التأثير على الجهاز الهضمي والقلب والأعصاب.

ما هي مخاطر مشروبات الطاقة؟
بحسب تقرير نشرته مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية، فإن أخطر ما تسببه هذه المشروبات يمكن تلخيصه في ثلاث مجموعات:
المخاطر القلبية: مثل السكتات القلبية واحتشاء عضلة القلب والذي قد يؤدي للوفاة.
التأثيرات العصبية: من القلق إلى الأرق وتشنجات العضلات.
الاضطرابات الأيضية: تشمل مقاومة الإنسولين، السمنة، وتسوس الأسنان.
أضرار مشروب الطاقة للرجال
يُعد الرجال من أكثر مستهلكي مشروبات الطاقة، مما يجعلهم أكثر عرضة لمخاطرها.
تشمل أضرار مشروب الطاقة للرجال الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والضعف الجنـ ـسي نتيجة اضطرابات الدورة الدموية، كما أن تناولها بكميات كبيرة قد يؤثر سلبًا على الخصوبة.
فوائد مشروب الطاقة للنساء
رغم بعض الادعاءات بأن مشروبات الطاقة تحسّن التركيز والنشاط لدى النساء، فإن الأطباء يحذرون من أضرارها الجسيمة.
ويكاد يجمع المختصون على أن فوائد مشروب الطاقة للنساء غير مثبتة علميًا، بينما أضرارها تشمل اضطراب الهرمونات، الأرق، والقلق، فضلًا عن التأثيرات السلبية أثناء فترة الحمل.

هل يوجد كحول في مشروبات الطاقة؟
رغم أن مشروبات الطاقة غير مصنفة كمشروبات كحولية، فإن هناك بعض الأنواع التي يتم خلطها بالكحول بشكل غير رسمي، خصوصًا في الحفلات والمناسبات.
وتؤكد تقارير طبية أن خلط الكافيين بالكحول يزيد من مخاطر السكتات الدماغية والأزمات القلبية.
أضرار مشروبات الطاقة على الأطفال
أظهرت دراسات أوروبية أن 18% من الأطفال بين 3 و10 سنوات يستهلكون مشروبات الطاقة، منهم 16% بشكل مفرط، بمعدل أربعة لترات شهريًا.
هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة لمخاطر مثل اضطراب النوم، التسمم بالكافيين، ومشاكل في التمثيل الغذائي.
ويطالب خبراء الصحة بمنع بيع هذه المشروبات لمن هم دون 16 عامًا.
أفضل مشروبات الطاقة للرياضيين
الرياضيون يستخدمون مشروبات الطاقة أملًا في تحسين الأداء البدني، لكن الاختصاصيين ينصحون باللجوء إلى البدائل الصحية مثل الماء، العصائر الطبيعية، والمشروبات المحتوية على إلكتروليتات.
إن أفضل مشروبات الطاقة للرياضيين هي تلك التي لا تحتوي على كافيين وسكريات بنسب عالية.

ما هو أفضل مشروب للطاقة؟
من وجهة نظر صحية، فإن ما هو أفضل مشروب للطاقة؟ يعتمد على مكونات المشروب، ويوصي المختصون بالمشروبات الطبيعية كالعصائر الغنية بفيتامين C، وشاي الأعشاب، والماء المحسن بالليمون والزنجبيل بدلاً من المشروبات المصنعة التي تحتوي على مكونات ضارة.
أضرار مشروبات الطاقة على الجهاز الهضمي
تحتوي هذه المشروبات على كافيين بنسبة عالية يسبب اضطرابًا في الجهاز الهضمي، يزيد من إفراز الأحماض في المعدة ويؤدي إلى التهابات وقرحة بالمعدة والمريء، ومع مرور الوقت قد يصاب المستهلك بارتجاع معدي مريئي وقيء مستمر.
أضرار مشروبات الطاقة على العظام والأسنان
من أخطر أضرار مشروبات الطاقة أنها تسبب هشاشة العظام بسبب الأحماض الفسفورية التي تضعف امتصاص الكالسيوم، كما تؤدي إلى تسوس الأسنان وتآكل طبقة المينا بسبب السكريات والأحماض.
التأثيرات النفسية والعصبية
تشمل التأثيرات العصبية لمشروبات الطاقة القلق، التوتر، الأرق، الصداع الشديد، السلوك العدواني، وفقدان التركيز، ما يعزز من احتمالية الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات النوم المزمنة.
الإدمان والجفاف
تسبب الكافيين الإدمان مع الاستهلاك المتكرر، ما يدفع المستهلكين لزيادة الكمية تدريجيًا، بالإضافة إلى أن الكافيين مدر للبول ما قد يؤدي إلى جفاف الجسم، خاصة لدى الرياضيين أو من يمارسون نشاطًا بدنيًا مكثفًا.
تفاعل مشروبات الطاقة مع الأدوية
قد تتداخل مكونات مشروبات الطاقة مع فعالية بعض الأدوية، خصوصًا مضادات الاكتئاب، ما يُضعف مفعولها أو يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، لذا يحذر الأطباء من تناول هذه المشروبات لمن يخضع لعلاجات دوائية منتظمة.
بعض الحكومات، مثل المملكة المتحدة، تنظر في حظر بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون 16 عامًا، بسبب الأضرار الموثقة صحياً.
وتؤكد دراسات عديدة أن مجرد علبة واحدة من هذه المشروبات تعادل شرب 3 أكواب من القهوة و12 ملعقة سكر، وهو ما يمثل خطراً كبيراً على صحة الأطفال.

هل يوجد بديل آمن؟
البديل الآمن لمشروبات الطاقة هو التغذية السليمة والنوم الجيد، إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام. هذه العوامل وحدها قادرة على توفير النشاط والتركيز دون أي آثار جانبية.
رغم تسويقها تحت شعارات "الطاقة" و"اليقظة"، فإن أضرار مشروبات الطاقة تفوق بكثير ما قد تقدمه من فوائد مؤقتة.
يتوجب على الأهل مراقبة استهلاك أبنائهم، وعلى الجهات المعنية فرض رقابة صارمة، مع ضرورة نشر الوعي بمخاطر هذه المشروبات لحماية.