قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لبنان يواجه العاصفة.. تصعيد حاد في الجنوب وتحذيرات من الانزلاق إلى الحرب

لبنان يواجه العاصفة
لبنان يواجه العاصفة

تشهد الحدود الجنوبية للبنان تصعيدا عسكريا متسارعا، مما يزيد من المخاوف من انزلاق البلاد إلى مواجهة واسعة النطاق، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، أطلق رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، تحذيرا شديد اللهجة من تداعيات التصعيد، مشددا على ضرورة منع أي انجرار إلى حرب جديدة قد تكون عواقبها كارثية على لبنان.

وفي هذا الصدد، يقول أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه سيظل العالم أجمع أمام الألم والصدمات حين استمرار الاحتلال ضرب لبنان وغزة، ونحن لم نخرج من قطاع غزة، ولن نخرج منه وسنبقى بداخله حتى ينتهي هذا الاحتلال، الذي يمارس ضغط كبير على لبنان خلال هذه الفترة.

وأضاف الرقب خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدعم الدولي سيساعد لبنان في القضاء على 70% من مشكلاتها، كما أن البلد بأكملها تتفق على هذا الموضوع، متمنيا أن يأتي هذا الدعم الدولي بالمال والعتاد وكل شيء.

وفي إطار جهود التهدئة، أجرى سلام سلسلة من الاتصالات المكثفة، أبرزها مع وزير الدفاع ميشال منسى، حيث شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان أن قرار الحرب والسلام يبقى بيد الدولة اللبنانية وحدها. 

كما تواصل مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، جانين بلاسخارت، مطالبا الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. 

وأكد سلام أن استمرار الاحتلال يشكل خرقا للقرار الدولي 1701 ويهدد الاستقرار في المنطقة.

تصعيد إسرائيلي ورد لبناني حذر

وفي المقابل، رفعت إسرائيل مستوى التصعيد، حيث أعلن جيشها عن اعتراض ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، متهما بيروت بالتقاعس عن ضبط الأوضاع الأمنية.

 ردا على ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على مناطق جنوبية، مثل إقليم التفاح، جبل الريحان، وبلدة تولين، مما أسفر عن إصابات وأضرار جسيمة.

وفي السياق نفسه، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجمات، فيما شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل "لن تتهاون مع أي تهديد"، مؤكدا استهداف "عشرات الأهداف الإرهابية" في لبنان.

حزب الله ينفي التورط ويدعو إلى التهدئة

من جانبه، أصدر حزب الله بيانا رسميا ينفي فيه أي علاقة له بإطلاق الصواريخ، مؤكدًا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار. 

واتهم الحزب إسرائيل باستخدام "ادعاءات زائفة" لتبرير عدوانها المستمر، كما أكدت مصادر في الحزب لوكالة الأنباء الألمانية أنه ملتزم بقرار الدولة اللبنانية ولم يشارك في أي عمليات عسكرية منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.

في محاولة لضبط الوضع، نفذ الجيش اللبناني عمليات تمشيط في منطقة شمال نهر الليطاني، حيث عثر على ثلاث منصات صواريخ بدائية الصنع بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون، وعمل على تفكيكها لتجنب تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى حرب مفتوحة بين لبنان وإسرائيل.

ومن جانبه، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون التصعيد الإسرائيلي، معتبرا أن الغارات المستمرة منذ 18 فبراير تمثل "محاولة لجر لبنان إلى سيناريو كارثي"، كما ناشد الدول الصديقة التدخل العاجل لمنع تدهور الأوضاع، محذرا من أن الحسابات الإقليمية والدولية قد تدفع بلبنان إلى المجهول.

ودعا الرئيس اللبناني القوى الفاعلة جنوبًا، ولجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، والجيش اللبناني، إلى التحرك بحزم لمنع أي خروقات قد تجر البلاد إلى دوامة عنف جديدة.

والجدير بالذكر، أنه في ظل التصعيد المتسارع، يبقى المشهد مفتوحا على جميع الاحتمالات، تتزايد الضغوط الدبلوماسية للتهدئة، ولكن غياب مؤشرات جدية لوقف التصعيد يعزز المخاوف من انزلاق لبنان إلى جولة جديدة من الصراع، قد تكون هذه المرة أشد خطورة وتعقيدا.