عندما يذكر عالم الرسوم المتحركة، تتبادر إلى الأذهان شخصيات أيقونية مثل توم وجيري، سكوبي دو، والفلينتستون. وراء هذه الشخصيات رجلان غيرا مسار صناعة الكرتون: ويليام هانا الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته وجوزيف باربيرا.
شراكتهما لم تكن مجرد تعاون مهني، بل كانت حجر الأساس في بناء إمبراطورية الرسوم المتحركة التي شكلت طفولة الملايين حول العالم.
لقاء قدري وبداية نجاح باهر
في أواخر الثلاثينيات، التقى هانا وباربيرا أثناء عملهما في استوديوهات “مترو جولدوين ماير” (MGM).
جاء اللقاء في وقت كانت فيه صناعة الكرتون تشهد تحولات كبيرة، ومعًا قدما عام 1940 واحدًا من أعظم إنجازاتهما: سلسلة “توم وجيري”. لاقى المسلسل نجاحًا مذهلًا، وفاز بسبع جوائز أوسكار، مما عزز مكانتهما في عالم الرسوم المتحركة.
تأسيس “هانا-باربيرا” وتغيير قواعد اللعبة
مع إغلاق قسم الرسوم المتحركة في MGM عام 1957، قرر الثنائي إنشاء استوديو خاص بهما: Hanna-Barbera Productions.
في ذلك الوقت، كانت الرسوم المتحركة مكلفة للغاية، لكنهما ابتكرا تقنية “التحريك المحدود” (Limited Animation)، التي قللت التكاليف مع الحفاظ على الجودة البصرية والقصص الجذابة.
ابتكارات ونجاحات متتالية
نجح الاستوديو في إنتاج مسلسلات أصبحت علامات فارقة في تاريخ الكرتون، مثل:
• ذا فلينتستونز (The Flintstones) (1960): أول مسلسل كرتوني يعرض في أوقات الذروة، مقدمًا نموذجًا للعائلات الأمريكية بطريقة كوميدية.
• سكوبي دو (Scooby-Doo, Where Are You!) (1969): أعاد تعريف مسلسلات التحقيقات بطريقة مرحة ومحببة للأطفال.
• ذا جيتسونز (The Jetsons) (1962): نقل الخيال العلمي إلى عالم الرسوم المتحركة.
التأثير الدائم على صناعة الكرتون
لم تكن أعمال هانا وباربيرا مجرد ترفيه، بل كانت مدرسة بحد ذاتها، ألهمت أجيالًا من الرسامين والمبدعين،
اعتمدت استوديوهات كبرى، مثل ديزني ونيكلوديون، على تقنيات واستراتيجيات طوروها.