تُعد ظاهرة "العفاريت الحمراء" واحدة من الظواهر الجوية الساحرة التي أثارت اهتمام العلماء ومراقبي السماء لعدة عقود.
وتشهد هذه الظاهرة العجيبة ظهور ومضات ضوئية حمراء في الغلاف الجوي العلوي، ويُعتقد أنها تنشأ فوق العواصف الرعدية.
وكانت هذه الومضات تُعتبر حدثًا مخيفًا في التاريخ القديم، ومنذ ذلك الحين، بدأ العلماء في دراسة خصائصها، والفهم العميق لآليات حدوثها.
ما هي ظاهرة العفاريت الحمراء؟
العفاريت الحمراء عبارة عن نوع من أنواع برق الغلاف الجوي العلوي، وهي مكونة من ومضات ضوئية قصيرة تظهر على ارتفاعات تتراوح بين 40 و90 كيلومترًا فوق العواصف الرعدية.
تختلف العفاريت الحمراء عن الصواعق المعتادة، حيث تظهر متجهة نحو الفضاء، وتتميز بلونها الأحمر، وخيوطها المتفرعة، مما يجعلها تشبه قنديل البحر.
اكتشاف أسرار ظاهرة العفاريت الحمراء
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة "أدفانسز إن أتموسفيرك ساينسز"، أجرى باحثون صينيون التحليلات اللازمة لفهم تفريغات البرق الأصلية التي تؤدي إلى ظهور العفاريت الحمراء.
ورصد فريق البحث، هذه الظاهرة، في ليلة 19 مايو 2022، حيث التقط مصوران فلكيان أكثر من 100 ظهور، لظاهرة العفاريت الحمراء فوق جبال الهيمالايا، مما يوفر رؤية غير مسبوقة لهذه الظاهرة الجوية.
وأظهرت الدراسة، أن العفاريت الحمراء نشأت نتيجة ضربات برق موجبة الشحنة من السحب إلى الأرض، ضمن مجموعة متكاملة من العواصف الرعدية.
وتضمنت الدراسة، بعض التحديات المتعلقة بكيفية رصد ظاهرة العفاريت؛ لسرعتها الفائقة، حيث طوّر الباحثون طريقة مبتكرة لمزامنة توقيت الفيديو باستخدام مسارات الأقمار الصناعية، ما أتاح لهم تحديد توقيت ظهور العفاريت بدقة.
ما أهمية ظاهرة العفاريت الحمراء؟
تُعتبر العفاريت الحمراء جزءًا حيويًا من النظام الكهربائي للأرض، حيث تلعب دورًا كبيرًا في التفاعلات بين طبقات الغلاف الجوي المختلفة.
ومن خلال فهم هذه الظواهر؛ يستطيع العلماء تحسين نماذج الطقس وتنبؤاته، خاصة في المناطق المعرضة للعواصف الرعدية.
كما تتضمن ظاهرة العفاريت الحمراء، عمليات عالية الطاقة تؤثر على أنظمة الاتصالات والملاحة، مما يجعل فهمها ضروريًا؛ لتطوير استراتيجيات مرنة لمواجهة الاضطرابات الجوية.
وبحسب العلماء، تجسد ظاهرة العفاريت الحمراء رمزًا للغموض والإثارة في الغلاف الجوي، إذ أن لها القدرة على إلقاء الضوء على بعض الظواهر الجوية الأكثر تعقيدًا على كوكبنا.
وبفضل الدراسات الحديثة، يمكن الاقتراب أكثر من فهم كيف ولماذا تحدث هذه الظواهر، وهو ما قد يساعد العلماء في تحقيق تقدم شامل في علوم المناخ.