نفت مصر بشكل قاطع، المزاعم التي تداولتها بعض وسائل الإعلام ، حول استعدادها لنقل نصف مليون من سكان غزة بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة في شمال سيناء كجزء من خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
مصير مخطط تهجير الفلسطينيين
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن بنيامين نتنياهو يواصل إنقاذ حكومته على حساب أرواح الفلسطينيين، مستمرا في عدوانه على الرغم من اتفاقية الهدنة ووقف إطلاق النار.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مخطط التهجير الإسرائيلي سيفشل بفضل الموقف العربي الموحد، الذي أصبح واضحا وجليا من قبل معظم الدول العربية.
وأشار الرقب، إلى أن التحركات الأخيرة للجيش الإسرائيلي، تنذر بغزو جديد لقطاع غزة، مما يؤكد أن مصر لن تسمح بتمرير المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين عبر الحدود إلى سيناء.
من جانبها، قالت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في بيان لها ، إن هذه الادعاءات باطلة تماما، وتتنافى بشكل جذري مع الموقف الثابت والمبدئي لمصر، الذي أعلنته منذ الأيام الأولى للعدوان على غزة في أكتوبر 2023.
وتابع: هذا الموقف يرفض رفضا قاطعا ونهائيا أي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، سواء بالقوة أو بالتراضي، إلى أي مكان خارج قطاع غزة، وخاصة إلى مصر، وذلك لما يمثله ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية وتهديد مباشر للأمن القومي المصري.
وأضاف البيان، أن هذا الموقف المصري الثابت هو ما قامت عليه الخطة التي قدمتها مصر في قمة القاهرة العربية الطارئة الأخيرة لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي وافقت عليها القمة بالإجماع.
خطة إعادة إعمار غزة
وقد تم التأكيد على أن هذه الخطة تهدف إلى إعادة إعمار غزة دون أن يغادر أي فلسطيني من غزة.
وفيما يتعلق بالحملات الإعلامية المغرضة ضد مصر، أشار البيان إلى أن هذه الحملات لا تتوقف، خاصة فيما يتعلق بملف غزة، وكان أحدث هذه الشائعات يتعلق بنقل أكثر من 500 ألف فلسطيني إلى شمال سيناء ضمن خطة لإعادة إعمار القطاع.
وأكد البيان، أن موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية مستمر منذ عقود، حيث ترفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتدعم إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أن مصر قدمت مبادرة شاملة لإعادة إعمار غزة بعد الحرب الأخيرة، انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار البيان إلى أن موقف مصر الحاسم قد آلم بعض الأطراف، وأكد أن هناك محاولات لتقويض الدور المصري من خلال ترويج هذه الشائعات.
ومع ذلك، شدد على أن مصر، بكل مؤسساتها وشعبها وقيادتها وجيشها، لن تسمح أبدا بتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
الوقف الفوري لإطلاق النار
وسبق، وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رئيس الدورة الجارية للقمة العربية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال تناول الأوضاع الإقليمية، والتصعيد الجاري في قطاع غزة، وأدان الرئيس السيسي وملك البحرين الضربات الجوية على القطاع، والتي خلفت مئات القتلى والجرحى من المدنيين، في إنتهاك صارخ للقانون الدولي، وشددا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مطالبين باضطلاع المجتمع الدولي بمسئوليته لحماية أهالي قطاع غزة الأبرياء من العدوان الغاشم الذي يتعرضون له.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي وملك البحرين أكدا على ضرورة الالتزام الكامل بقرارات القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة مؤخرا، وخاصة الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مشددين على الرفض التام لأي إجراءات أو قرارات تدفع تجاه تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومشيرين إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم واستقرار المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الاتصال شهد أيضا التأكيد على قوة ومتانة العلاقات بين مصر والبحرين وحرص البلدين الشقيقين على دفع التعاون لآفاق أرحب في كافة المجالات، ومواصلة التنسيق الوثيق بشأن قضايا المنطقة.