قال جلعاد اردن مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة إنه بوسع حماس الرجوع والتفاوض أو الانتظار ورؤية قادتها يسقطون واحدا تلو الآخر.
يُعرف جلعاد إردان بخطابه الصريح والمباشر، وبمواقفه المتشددة تجاه القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، خصوصًا ما يتعلّق بحركة حماس والملف الإيراني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، منذ الأربعاء الماضي، توسيع نطاق سيطرته في وسط محور نتساريم بقطاع غزة، تزامنًا مع مواصلة الغارات الجوية لليوم الثاني على التوالي، والتي أسفرت عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة "إكس"، إن القوات الإسرائيلية بدأت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية "عملية برية محددة ودقيقة في وسط وجنوب القطاع، تهدف إلى توسيع منطقة التأمين وإنشاء منطقة عازلة تفصل بين شمال غزة وجنوبها". وأوضح أن هذه العملية أسفرت عن تعزيز السيطرة الإسرائيلية على منطقة محور نتساريم.
يأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه حركة "حماس" التزامها العسكري بالصمت، رغم استمرار عمليات الاغتيال التي طالت عددًا من قياداتها، ما يُفسّر من قِبل بعض المراقبين بأنه محاولة من الحركة لإبقاء المجال مفتوحًا أمام مسار التفاوض السياسي، وسط محادثات غير مباشرة تُجرى في أكثر من اتجاه.
في السياق ذاته، بدا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مصممًا على الجمع بين التصعيد الميداني والضغط السياسي، إذ صرّح مساء الثلاثاء بأن "المفاوضات ستستمر تحت النار"، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية بالتوازي مع أي مساعٍ دبلوماسية. ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو تستهدف تهدئة الجبهة الداخلية، خاصة أوساط اليمين المتطرف، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي العائد إيتمار بن غفير، اللذين يطالبان بتصعيد أوسع ضد غزة.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال التصعيد الميداني إلى دفع "حماس" لتقديم تنازلات خلال المفاوضات الجارية، في حين تؤكد الحركة، عبر متحدثيها، تمسكها بمطالبها وعدم التراجع عنها تحت أي ضغوط.