بعد انطلاق العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يتساءل العديد من المسلمين عن احتمال أن تكون ليلة القدر في الليالي الوترية، وخاصة إذا صادفت ليلة الجمعة.
ليلة القدر هي ليلة مباركة أنزل فيها القرآن، والعمل فيها خير من ألف شهر.
وقد أخفى الله تعالى توقيتها تحديدًا ليجتهد المسلمون في العبادة خلال العشر الأواخر من رمضان.
وردت عدة أحاديث نبوية تشير إلى تحري ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر.
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" (متفق عليه). وهذا يشمل ليالي 21، 23، 25، 27، و29 من رمضان.
إذا صادفت إحدى هذه الليالي ليلة الجمعة، فهل هذا يعني بالضرورة أنها ليلة القدر؟ لا يوجد دليل شرعي قاطع يثبت ذلك.
إلا أن بعض العلماء أشاروا إلى أن اجتماع ليلة وترية مع ليلة الجمعة قد يزيد من احتمال كونها ليلة القدر، نظرًا لفضل يوم الجمعة ومكانته في الإسلام.
فقد نقل ابن رجب الحنبلي عن ابن هبيرة قوله: "إذا وافقت ليلة الجمعة إحدى ليالي الوتر من العشر الأواخر، فهي أحرى أن تكون ليلة القدر".
مع ذلك، يجب على المسلم أن يجتهد في العبادة خلال جميع ليالي العشر الأواخر، سواء كانت وترية أم لا، لضمان إدراك فضل ليلة القدر. فقد قال الشيخ سليمان الماجد: "لا نعلم في الشريعة دليلاً على أنه إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر، فإنها تكون ليلة القدر، وعليه: فلا يجزم بذلك ولا يعتقد صحته، والمشروع هو الاجتهاد في ليالي العشر كلها؛ فإن من فعل ذلك، فقد أدرك ليلة القدر بيقين".
في الختام، لا يمكن الجزم بأن مصادفة الليلة الوترية لليلة الجمعة تعني بالضرورة أنها ليلة القدر.
ولذلك، ينبغي للمسلم أن يحرص على العبادة والاجتهاد في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان، سائلًا الله تعالى القبول والمغفرة.