أجاب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على سؤال وهو لماذا خلق الله الحشرات التي نتأفف منها رغم إنها بعيدة عن الحسن والجمال؟.
وقال شيخ الأزهر ، خلال حديثه اليوم بالحلقة التاسعة عشرة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، ردًّا على تساؤل لماذا خلق الله الحشرات؟، متناولاً إشكالية خلق كائنات قد لا تُدرك حكمتها، قائلًا: "إذا فسّرنا 'الحكيم' بمعنى 'العليم'، فهو يعلم تفاصيل كل مخلوق قبل وجوده، وإرادته تخصيص صفاته دون غيرها". وأضاف: "حكمة الله في الخلق تتجاوز إدراكنا؛ فالإرادة الإلهية تختار لكل مخلوق ما يناسبه في نظام الكون المحكم، وليست الحكمة مقصورة على الجمال الظاهري".
وتابع: إن معنى عليم وهو عليم فى الأذل بكل موجود قبل أن يوجد، ومتى يوجد، وعلى أى وضع سيوجد، ومتى سيفارق الوجود.
ولفت شيخ الأزهر إلى أن العلم صفة انكشاف تنكشف بها المعلومات، وهو يكشف المعلومات وهى فى العدم، و"العلم والقدرة والإرادة" هى صفة الله تعالى.
وأوضح شيخ الأزهر أن الموجودات أمامها ملايين الملايين من الاختيارات والصفات من ناحية الشكل والطول والذكاء، وقابل أن يكون هكذا أو هكذا، وتأتى الإرادة فتختار له صفة واحدة من الصفات التى يمكن أن تنطبق عليه، والإرادة صفة تخصيص للكائن الذى سيوجد ببعض ما يجوز عليه من الصفات المتقابلة.
وأشار إلى أن هذه الصفة ليست صفة تأثير، والقدرة هى صفة التأثير، وهى الإخراج من العدم إلى الوجود، فالقدرة تتعلق بالموجودات عند وجودها، وصالحة فى الأذل بأن تتعلق بأى موجود من الموجودات التى علمها الله وأراد لها أن تكون كذا دون كذا.
وتوقف شيخ الأزهر، عند قصة الصحابي "شريح بن هانئ" الذي كَنَّاه قومه بـ"أبي الحكم" لِما عُرف عنه من حكمة في فض النزاعات. وقال: "لما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك نهاه عن هذه الكُنية، غَيْرَةً على حدود الوحي، قائلًا: 'إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم'، مُوضِّحًا أن هذا الاسم لا يليق إلا بالله تعالى".
وفي تفصيله لمعاني "الحكمة"، أوضح شيخ الأزهر أنها تحمل 15 معنى، أبرزها: "العقل، والعلم مع العمل، والقرآن والسنة"، مُحذرًا من الانزلاق خلف أفكار "القرآنيين" الذين يُنكرون السنة النبوية، وموضحا أن الحكمة قد تعني"اللفظ القليل الجامع" الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أبرز الجانب اللغوي لاسم "الحكيم" (على وزن فعيل)، مشيرًا إلى أنه يحمل معنيين: "فاعل" بمعنى الحاكم، و"مفعول" بمعنى المُحكَم، أي المُتقِن لخلقه، وهو ما يظهر في إحكام الكون وتقديره بدقة.