قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ان الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في الوفاء والتقدير لزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، حيث قال عنها: "ما أبدلني الله خيرًا منها، لقد آمنت بي حين كذّبني الناس، وصدّقتني حين كذّبني الناس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد".
ولفت خلال تصريحات له، الى أن هذه الكلمات تعكس الصورة المثالية لعلاقة الزوج بزوجته، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصطفى المختار من الله، كان يحرص على التواضع الجم داخل الأسرة ليكون قدوة للأزواج في الرحمة والرفق والاحترام.
ونوه أن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت أول من آمن به من النساء، وساندته حين كذّبه الناس، وكان لها من المكانة الرفيعة والثراء ما جعلها محط أنظار كبار القوم، إلا أنها اختارت النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أنه لم يكن حينها صاحب مال.
وبين "هاشم"أن النبي صلى الله علايه وسلم، لم يرزق بأبناء إلا من السيدة خديجة، باستثناء إبراهيم الذي كان من ماريا القبطية، مما يدل على مكانتها الفريدة في حياته.
واشار الى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل من بيته مدرسة في الوفاء والمحبة والتقدير، ليكون مثالًا يحتذي به المسلمون في علاقاتهم الزوجية.
أخلاق النبي
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن أخلاق البيت النبوي قبل بعثة النبي محمد ﷺ كانت قائمة على الفطرة النقية التي فطر الله الناس عليها.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج “بيوت النبي”، أن الأخلاق التي اتسم بها البيت النبوي قبل بعثة الرسول بالإسلام لم تكن مستمدة من شريعة أو كتاب سماوي في ذلك الوقت، بل كانت فطرية، فالله تعالى خلق الإنسان على فطرة الإيمان، كما قال النبي ﷺ: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».
وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم إلى أن البيت النبوي كان معروفًا بشرفه وأخلاقه الرفيعة، رغم غياب الرسالات السماوية حينها، حيث اشتهرت أسرة النبي ﷺ بالسدانة (خدمة الكعبة)، والرفادة (إطعام الحجيج)، والسقاية (توفير ماء زمزم للحجاج)، مما يعكس القيم الأصيلة التي تربى عليها رسول الله قبل البعثة.
كما استشهد بحوار هرقل مع أبي سفيان، عندما سأل عن نسب النبي ﷺ، فأجابه بأنه من أصل شريف ونسب كريم، مما يدل على أن رسول الله ﷺ جاء من بيت عُرف بالمروءة والشرف قبل أن ينزل عليه الوحي.
وشدد على أن النبي ﷺ لم يكن بحاجة إلى تعديل في أخلاقه بعد البعثة، بل جاء الإسلام ليؤكد ويكمل مكارم الأخلاق التي كانت مزروعة فيه فطريًا، مصداقًا لقوله ﷺ: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».