أكد الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإيمان بالرسل يُعد ركنًا أساسيًا من أركان الإيمان الستة، فهو الرابط الذي يصل العبد بربه من خلال الوحي الإلهي، مشيرًا إلى أن النبوة والرسالة تمثلان الوسيط بين الله وعباده، حيث اصطفى الله الأنبياء ورفع منزلتهم ليكونوا حملة الوحي الإلهي وأداة البيان للخلق.
وأوضح فضيلته، خلال حديثه في برنامجه اليومي "حديث المفتي" الذي يُبَث على قناتَي "الناس" و"DMC"، أن الرسالة الإلهية جاءت لتنظيم حياة الإنسان وفق منهج قويم، مؤكدًا أن حاجة البشرية إلى الوحي تفوق حاجتها إلى ضروريات الحياة، لأن ترك الإنسان لهواه دون توجيه رباني قد يؤدي إلى الفوضى والظلم. واستشهد بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، والتي تدل على أن الرسالات السماوية جاءت لترسيخ قيم العدل والمساواة.
كما أشار فضيلة المفتي إلى أن الشريعة الإسلامية لم تقتصر على وضع الأحكام العامة فقط، بل جاءت السنة النبوية مفسرة ومبينة لتلك الأحكام، فالصلاة والزكاة والصيام وردت في القرآن الكريم، ثم وضّحت السنة النبوية كيفية أدائها، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كما رأيتموني أصلي»، وقوله «خذوا عني مناسككم».
وفي حديثه عن صفات الأنبياء، أوضح فضيلته أنهم بلغوا أعلى درجات الكمال البشري، إذ تميزوا بالفطنة لإقامة الحجة، والعصمة التي تحميهم من المعاصي، والأمانة في تبليغ الرسالة، لافتًا إلى أن الأنبياء كانوا مثالًا يُحتذى به في الطاعة والعبادة، حيث عُرف سيدنا إبراهيم عليه السلام بالصدق، وعُرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين.
وفي ختام حديثه، شدد مفتي الجمهورية على أن الإيمان بالرسل هو جوهر العقيدة الإسلامية، والاقتداء بأخلاقهم هو السبيل لتحقيق السلام والسلم المجتمعي، داعيًا المسلمين إلى التمسك بتعاليم الأنبياء والسير على نهجهم لنيل رضا الله والفوز بالدارين.