مع حلول شهر رمضان المبارك، تتزين محافظة سوهاج بأجواء روحانية خاصة، حيث يحافظ أهلها على عادات وتقاليد متوارثة تعكس قيم التكافل الاجتماعي والترابط الأسري.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز العادات الرمضانية التي تميز سوهاج عن غيرها من المحافظات المصرية.
موائد الرحمن.. كرَم الصعيد في أبهى صوره
يحرص أهالي سوهاج على إقامة موائد الرحمن في الشوارع والميادين، في مشهد يعكس كرم الصعايدة وحبهم للخير. تُنظَّم هذه الموائد من قِبَل الأهالي والتجار والجمعيات الخيرية، حيث تُقدم وجبات الإفطار للصائمين، لا سيما العمال والمغتربين الذين لم يتمكنوا من الإفطار مع أسرهم.
الإفطار الجماعي.. عادة تجمع الأهل والجيران
في القرى والمراكز المختلفة، اعتاد الأهالي على تنظيم إفطارات جماعية تضم العائلات والجيران في أجواء يغمرها الدفء والمحبة. تُمد الموائد في الشوارع أو الساحات الكبيرة، ويتشارك الجميع الطعام، ما يعزز روح التلاحم الاجتماعي.




أكلات رمضانية بطابع سوهاجي
لا تخلو مائدة الإفطار في سوهاج من الأكلات التقليدية التي تحمل نكهة الصعيد الأصيل. ومن أشهرها:
"الكشك الصعيدي": يُحضر من القمح واللبن ويُقدم كوجبة مغذية على الإفطار.
"المكمورة": خبز محشو باللحم أو الدجاج، ويُخبز في الفرن البلدي.
"شوربة المغاربة": طبق مميز يعتمد على الحبوب والبهارات، ويمنح الجسم الطاقة بعد يوم طويل من الصيام.






المسحراتي.. نداء السحور بصوت التراث
رغم التطور التكنولوجي، لا يزال المسحراتي يجوب أحياء سوهاج، مناديًا على النائمين للاستيقاظ وتناول السحور. يحمل طبله الصغيرة، ويردد أهازيجه المشهورة، ما يضفي على ليالي رمضان طابعًا خاصًا يعيد للأذهان ذكريات الزمن الجميل.
المجالس الرمضانية والأمسيات الدينية
يحرص أهالي سوهاج على حضور حلقات الذكر في المساجد عقب صلاة التراويح، حيث تُقام دروس دينية ومدائح نبوية، في بعض المناطق، يتجمع الرجال في "الدواوين" لتبادل الأحاديث عن التراث.
بينما تتجمع النساء في السهرات العائلية، حيث يتبادلن الأكلات الرمضانية والمشروبات التقليدية مثل "الخشاف" و"العرقسوس".
الأسواق الرمضانية.. نشاط تجاري مزدهر
مع دخول الشهر الكريم، تشهد الأسواق في سوهاج حركة نشطة، حيث يُقبل الأهالي على شراء الياميش والمكسرات، إلى جانب الحلوى التقليدية مثل الكنافة والقطايف.
الوداع المميز لرمضان في سوهاج
مع اقتراب نهاية الشهر الكريم، يحرص الأهالي على الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان، والتي تُعرف بـ"ليلة القَدْر"، حيث يُقام الاحتفال في المساجد وتُوزع الصدقات، كما تُقام حفلات ختم القرآن الكريم للأطفال في الكتاتيب والمساجد.





رمضان في سوهاج رحلة روحانية فريدة
يبقى شهر رمضان في سوهاج تجربة استثنائية تحمل عبق التراث وروحانيات الشهر الفضيل، فمع كل أذان مغرب، تتجدد معاني المحبة والتراحم، ويزداد الشعور بالانتماء للمجتمع، في أجواء تحمل عبق الماضي ودفء العادات المتوارثة.