تشهد محافظة سوهاج تزايدًا ملحوظًا في حالات التسمم الناتجة عن تناول قرص حفظ الغلال، وهو المبيد الحشري القاتل الذي أصبح وسيلة شائعة لإنهاء الحياة بين الشباب الذين يعانون من ضغوط نفسية واجتماعية. وخلال الساعات الأخيرة، استقبلت المستشفيات حالتين خطيرتين لطالبين أصيبا بتسمم حاد إثر تناولهما تلك المادة السامة، وتم نقلهما إلى المستشفى في حالة حرجة.
واقعتان في يوم واحد.. "قرص الغلال" يضرب دار السلام وطما
تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارين منفصلين من مأموري مركزي شرطة دار السلام وطما، يفيد الأول بوصول الطالب عدي أ.ع.ر.ح، 19 عامًا، إلى مستشفى سوهاج الجامعي الجديدة، مصابًا بحالة تسمم بعد تناوله قرص حفظ الغلال داخل منزله، حيث أفاد شقيقه أن المصاب كان يعاني من أزمة نفسية حادة.
أما الواقعة الثانية، فشهدها مركز طما، حيث استقبل مستشفى طما المركزي الطالب محمد ر.ع.ب.ح، 18 عامًا، بعد إصابته بتسمم شديد لنفس السبب، وأكد والده أن نجله تناول قرص الغلال بسبب خلافات أسرية. في الحالتين، لم يتم اتهام أي شخص، ونفت الأجهزة الأمنية وجود شبهة جنائية، بينما تتولى النيابة العامة التحقيقات.
ظاهرة مقلقة.. لماذا ينتشر "قرص الموت" بين الشباب؟
يُعرف قرص حفظ الغلال بخطورته الفائقة، حيث يحتوي على مادة فوسفيد الألمنيوم، التي تؤدي إلى توقف الجهاز التنفسي وانهيار الدورة الدموية في وقت قصير، دون وجود ترياق فعال لإنقاذ المصابين. وتشير التقارير الطبية إلى أن معظم الحالات التي تتعرض للتسمم بهذه المادة تنتهي بالوفاة خلال ساعات ما لم يتم التدخل الطبي السريع.
ويرى خبراء علم النفس والاجتماع أن سهولة الحصول على هذا القرص، إلى جانب غياب الوعي حول مخاطره، جعلته وسيلة انتحار منتشرة بين الشباب الذين يعانون من ضغوط نفسية أو مشاكل أسرية.
تحذيرات ودعوات لتشديد الرقابة
مع تزايد هذه الحوادث، يطالب المواطنون بفرض رقابة مشددة على بيع وتداول أقراص حفظ الغلال، ومنع وصولها إلى الأفراد دون ترخيص، إضافةً إلى تكثيف حملات التوعية حول مخاطرها القاتلة.