تشهد الأوضاع في غزة تصعيدًا جديدًا بعد تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل، حيث أقدمت الحكومة الإسرائيلية على إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، مما يعكس نيتها في تعطيل المفاوضات وإجهاض أي تقدم في الاتفاق.

نتنياهو يعرقل الصفقة
وفي هذا السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عمرو حسين، إن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية تعمدت عرقلة الصفقة بعد تنفيذ المرحلة الأولى، معتبرًا أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاق الموقع في الدوحة.
وأضاف حسين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مماطلة نتنياهو في بدء المرحلة الثانية تكشف رغبته في كسب مزيد من الوقت لإرضاء اليمين المتطرف، خصوصًا بقيادة بتسلئيل سموتريتش، لضمان بقاء حكومته وعدم تفكك الائتلاف الحاكم.
وأضاف حسين أن سلوك حكومة نتنياهو يعكس مخططًا توسعيًا واضحًا، إذ ترفض إسرائيل تنفيذ الانسحاب من محور فيلادلفيا وفق الاتفاق، مع استمرارها في التمركز بخمسة مواقع عسكرية في لبنان، والتوغل في السويداء والقنيطرة وجنوب درعا.
وأشار إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية من عمليات إبادة وتهجير يعزز الشكوك حول نية الحكومة الإسرائيلية استئناف الحرب وإطالة أمدها، في محاولة من نتنياهو للبقاء في السلطة بأي ثمن.
قمة عربية طارئة في القاهرة
في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، تواصل مصر جهودها الدبلوماسية المكثفة لحشد الدعم العربي وتوحيد الموقف تجاه التصعيد المستمر، حيث تستضيف غدًا الثلاثاء 4 مارس قمة عربية طارئة في القاهرة.
وتأتي هذه القمة بعد تنسيق مكثف مع مملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى مشاورات موسعة أجرتها مصر على أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة. كما جاء انعقاد القمة استجابة لطلب دولة فلسطين، بهدف بحث المستجدات الراهنة والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، والعمل على اتخاذ خطوات عملية لحماية الحقوق الفلسطينية ومواجهة التهديدات المستمرة.