في زمن كانت فيه المرأة تكافح للحصول على حقها في التعليم والعمل، وكانت العنصرية تعيق السود من تحقيق أحلامهم، استطاعت ريبيكا لي كرومبلر أن تكتب اسمها في التاريخ كأول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تحصل على شهادة في الطب بالولايات المتحدة عام 1864، لم تكن رحلتها سهلة، لكنها صنعت فارقًا كبيرًا في حياة الكثيرين، وفتحت الطريق لنساء أخريات في عالم الطب.
البدايات: حلم في مواجهة التحديات
ولدت ريبيكا لي كرومبلر عام 1831 في ولاية ديلاوير، لكنها نشأت في ولاية بنسلفانيا تحت رعاية عمتها التي كانت تعمل كممرضة غير رسمية. منذ صغرها، أظهرت اهتمامًا كبيرًا بمساعدة المرضى، مما دفعها للعمل كممرضة في بوسطن بولاية ماساتشوستس، ورغم أن التمريض كان أحد المجالات القليلة التي سُمح للنساء السود بالعمل فيها، إلا أن ريبيكا كانت تطمح لأكثر من ذلك، وسعت لدراسة الطب، رغم أن الجامعات الطبية في ذلك الوقت كانت ترفض النساء والسود على حد سواء.
كسر الحواجز: أول شهادة طب لامرأة سوداء
بفضل عملها في التمريض وإصرارها، حصلت ريبيكا على فرصة للالتحاق بكلية الطب وهو إنجاز غير مسبوق في ذلك العصر، في عام 1864، أصبحت أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تحصل على شهادة في الطب في الولايات المتحدة، لتكسر بذلك حاجزين في آنٍ واحد: التمييز ضد النساء والتمييز العنصري ضد السود.
رحلة العطاء: الطب في زمن الحرب وما بعده
مع نهاية الحرب الأهلية الأمريكية، انتقلت ريبيكا إلى ولاية فيرجينيا، حيث عملت على تقديم الرعاية الصحية للمحررين حديثًا من العبودية، الذين كانوا يفتقرون إلى الخدمات الطبية الأساسية، كان هذا العمل محفوفًا بالمخاطر، حيث واجهت العنصرية والتمييز من زملائها الأطباء وحتى من الصيادلة الذين كانوا يرفضون تحضير الوصفات الطبية التي تصفها لمرضاها. رغم ذلك، لم تتراجع عن مهمتها الإنسانية.
إرث خالد: مساهمات في الطب والمجتمع
لم تكتفِ ريبيكا لي كرومبلر بممارسة الطب فقط، بل سعت أيضًا لنشر المعرفة الطبية. في عام 1883، ألفت كتابًا بعنوان “A Book of Medical Discourses”، والذي ركز على صحة المرأة والأطفال، وهو أحد أوائل الكتب الطبية التي ألفتها امرأة أمريكية من أصل أفريقي، قدم هذا الكتاب نصائح طبية قائمة على خبرتها، وساعد العديد من النساء في فهم كيفية العناية بصحتهن وصحة أطفالهن.
رائدة فتحت الأبواب لغيرها
رغم العقبات التي واجهتها، نجحت ريبيكا لي كرومبلر في تحقيق حلمها وخدمة مجتمعها، وأصبحت مصدر إلهام للعديد من النساء الأفارقة في مجال الطب.