شهدت الساحة السياسية الدولية، حدثًا غير مسبوقا وتحديدا في 28 فبراير 2025، حيث اندلع خلاف علني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في البيت الأبيض، بعدما تطور النقاش إلى تبادل حاد للاتهامات، ما أثار تساؤلات حول احترام البروتوكولات الدبلوماسية وقواعد الإتيكيت في مثل هذه اللقاءات.
خلفية اللقاء
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، أنه كان من المقرر أن يناقش الرئيسان اتفاقية لاستغلال الموارد المعدنية في أوكرانيا كخطوة نحو تحقيق وقف إطلاق النار في الصراع المستمر مع روسيا.
وأضاف: إلا أن الاجتماع تحول إلى مواجهة حادة عندما انتقد ترامب طلبات زيلينسكي المستمرة للحصول على مساعدات عسكرية، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد الصراع إلى حرب عالمية ثالثة.
وأوضح أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة لصدى البلد: من جانبه، رفض زيلينسكي تقديم أي تنازلات لروسيا، مشيرًا إلى الانتهاكات السابقة من قبل موسكو وعدم التزامها بالاتفاقيات، حتى انتهى الاجتماع بشكل مفاجئ دون التوصل إلى اتفاق، مما أثار قلقًا بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
قواعد الإتيكيت والبروتوكول الدبلوماسي
وأوضح سلامة: تستند اللقاءات بين رؤساء الدول إلى مجموعة من القواعد البروتوكولية والإتيكيت التي تهدف إلى ضمان الاحترام المتبادل والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية. من بين هذه القواعد:
*الاحترام المتبادل*
يجب على القادة التعامل مع بعضهم البعض بلباقة واحترام، وتجنب الانتقادات العلنية أو الإهانات الشخصية.
*السرية*
تُعتبر المناقشات الخاصة بين القادة سرية، ولا يتم الكشف عن تفاصيلها إلا بموافقة جميع الأطراف المعنية.
*التنسيق المسبق*
يتم التحضير للقاءات الرسمية بعناية، مع تحديد جدول الأعمال والمواضيع التي ستُناقش مسبقًا لتجنب أي مفاجآت أو توترات.
*التواصل البناء*
يُفضل استخدام لغة دبلوماسية بناءة تهدف إلى تعزيز التعاون وحل النزاعات بطرق سلمية.
وبناء على ذلك، أوضح الخبير القانوني الدولي، أن ما حدث بين ترامب وزيلينسكي يعتبر خروجًا عن هذه القواعد، حيث تم تبادل الانتقادات بشكل علني وأمام وسائل الإعلام، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية ويثير تساؤلات حول مستقبل التعاون بين البلدين.
واختتم: الحفاظ على البروتوكولات الدبلوماسية وقواعد الإتيكيت ليس مجرد تقاليد شكلية، بل هو أساس لضمان التواصل الفعّال وبناء الثقة بين الدول، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام على الساحة الدولية.