لا تزال قضية وفاة الشابة آية عادل، التي سقطت من الطابق السابع في الأردن يوم "عيد الحب"، تثير جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. مع ظهور شهادات جديدة من عائلتها، تتزايد التساؤلات حول الظروف الحقيقية التي أدت إلى وفاتها. فهل كانت آية ضحية عنف منزلي دفعها لإنهاء حياتها، أم أن هناك يدًا خفية مسؤولة عن سقوطها؟
تفاصيل اللحظات الأخيرة: شهادة العم
في ظهور إعلامي أثار ضجة واسعة، كشف محمد صالح، عم آية، عن تفاصيل صادمة حول آخر لحظات حياتها. وأكد أن مشاجرة كلامية حادة نشبت بينها وبين زوجها في يوم الحادث، لكنها تطورت بسرعة إلى اعتداء جسدي عنيف. وفقًا لشهادته، تعرضت آية للضرب والإهانة قبل سقوطها من شرفة منزلها، مشيرًا إلى أن العائلة تمتلك مستندات وأدلة تثبت تعرضها للعنف المتكرر.
لم يكن يوم 14 فبراير 2025 مجرد تاريخ عادي، بل شهد مأساة كشفت عن معاناة استمرت لسنوات. التقرير الطبي الشرعي أشار إلى وجود إصابات واضحة على جسد آية، بما في ذلك كدمات على الفخذ الأيسر والجبهة، ما يدل على تعرضها للضرب قبل سقوطها. ومع ذلك، تم إخلاء سبيل الزوج، وهو ما أثار استياء العائلة ودفعهم للمطالبة بتحقيق أعمق لكشف الحقيقة.
الطب الشرعي: أدلة دامغة على العنف قبل السقوط
أكد تقرير الطب الشرعي أن آية تعرضت لإصابات متعددة قبل سقوطها، أبرزها جرح قطعي في الفخذ الأيسر، إضافة إلى كدمات متفرقة في أنحاء جسدها. وتساءل العم: "إذا كانت قد قفزت بنفسها، فلماذا تظهر على جسدها آثار عنف واضحة؟ إذا كان الأمر انتحارًا، فهل سببه الضغوط النفسية أم الخوف من شخص ما؟"
اتفاق على الطلاق وتهديدات تسبق الحادثة
لم يكن زواج آية مستقرًا، فقد قررت الطلاق واتخذت خطوات فعلية لتحقيق ذلك. بحسب أفراد عائلتها، اتفقت آية مع زوجها على الطلاق مقابل 800 ألف جنيه، وكانت تخطط لشراء شقة في الإسكندرية بالقرب من والدتها لبداية جديدة بعيدًا عن العنف الذي عانت منه.
لكن قبل الحادث بأيام، تلقت تهديدات مباشرة من زوجها، أكد فيها أنه لن يسمح لها بالرحيل بسهولة. زواجها، الذي تم في القنصلية التركية نظرًا لإقامة والدتها هناك، كان يتطلب إجراءات في تركيا لإتمام الطلاق، إلا أن انشغالها في عملها كفنانة تشكيلية أخر تنفيذ هذه الخطوة، وهو ما جعلها مضطرة للبقاء في منزل الزوجية لفترة أطول.
سنوات من العنف والمعاناة
لم تكن مأساة آية وليدة اللحظة، بل امتدت لسنوات من العنف المنزلي. منذ بداية زواجها، واجهت معاملة قاسية من زوجها، وكانت تشكو باستمرار لأصدقائها وعائلتها من معاملته السيئة. حتى أن ابنها، وفقًا لشهادات العائلة، أصيب بالتوحد بسبب البيئة العنيفة التي عاش فيها.
العم أوضح أن آية لم تكن تعتمد على زوجها ماديًا كما يزعم البعض، بل كانت تعمل وتعتمد على دخلها الخاص. وأضاف: "زوجها كان معروفًا ببخله الشديد، حتى أن أولاده كانوا يعانون من الجوع بسبب عدم إنفاقه عليهم بشكل كافٍ."
شهادات صادمة حول شخصية الزوج
كشف عم آية عن تفاصيل مقلقة تتعلق بشخصية زوجها، مشيرًا إلى أنه كان يعاني من مشكلات نفسية ويميل إلى العنف، خاصة ضد النساء. كما كان معروفًا بعلاقاته النسائية المتعددة، وهو ما زاد من توتر علاقته بآية ودفعها لاتخاذ قرار الطلاق.
كما تساءل العم عن الفيديو الذي تم تداوله للحظة سقوط آية: "زوجها كان يقف خلفها، فلماذا لم يحاول إنقاذها؟ لماذا لم يمسك بها إذا كان يحبها أو يخشى عليها؟"
تفاصيل اليوم الأخير: ضرب مبرح قبل السقوط
في يوم الواقعة، تفاقمت الخلافات بين آية وزوجها لتصل إلى مستوى غير مسبوق من العنف. التقرير الطبي كشف أن جسدها كان مليئًا بإصابات متعددة، من بينها كسر في الجمجمة، نزيف داخلي حاد، وجرح قطعي في الجبهة، إلى جانب الكدمات الواضحة على الفخذ الأيسر والساق.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن هذه الإصابات حدثت قبل سقوطها، مما يزيد من الشكوك حول الرواية التي تقول إنها ألقت بنفسها من الشرفة. العائلة ترى أن كل هذه الدلائل تشير إلى أن آية لم تسقط بمحض إرادتها، بل كانت ضحية لاعتداء عنيف سبق سقوطها.
انتحار أم جريمة؟ جدل مستمر
رغم أن الزوج يدعي أن آية قفزت بنفسها، إلا أن عائلتها ترفض هذه الرواية، مؤكدة أنها لم تكن تفكر في الانتحار. يقول عمها: "كانت تسعى للخلاص من العنف، لكنها لم تكن تريد إنهاء حياتها. ما حدث في تلك الليلة المشؤومة دفعها إلى نقطة اللاعودة."
مطالب العائلة بالعدالة
مع تزايد الأدلة التي تشير إلى تعرض آية للعنف قبل سقوطها، تصر عائلتها على ضرورة إعادة فتح التحقيق بشكل شامل ومحايد. يطالبون بإحضار جثمانها إلى مصر لتشريحه مجددًا والتأكد من سبب وفاتها الحقيقي.
واختتم العم حديثه قائلاً: "كل ما نريده هو العدالة. نريد أن نعرف الحقيقة، ونريد أن يُحاسب من تسبب في هذه المأساة. لن نصمت حتى نحصل على إجابة واضحة عن سبب وفاتها."
هل ستظهر الحقيقة؟
رحلت آية عادل، لكن قصتها لا تزال مستمرة. فهل سيكشف التحقيق الحقيقة؟ هل ستتحقق العدالة؟ أم أن هذه القضية ستظل طي النسيان كغيرها من القضايا المشابهة؟
في النهاية، تبقى هذه الحادثة تذكيرًا مأساويًا بمدى خطورة العنف المنزلي، وبأن كل صرخة ألم قد تكون الأخيرة إذا لم تجد من