قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية العشاء الأخير| القصة الكاملة لسقوط مسئولي منصة FBC.. وكواليس ضبط 13 متهما

صورة من العشاء
صورة من العشاء

تتواصل أصداء قضية إغلاق منصة "FBC" الإلكترونية التي هزت الرأي العام المصري بعد أن أوقعت بعشرات الضحايا عبر وعود زائفة بتحقيق أرباح سريعة، لتنتهي القصة بسرقة أموالهم وإغلاق المنصة فجأة. ومع توالي التحقيقات، تتكشف المزيد من التفاصيل حول هذا الاحتيال الكبير الذي اتخذ أشكالاً متقنة للإيقاع بالمزيد من الضحايا.

التحقيقات تكشف شبكة دولية للنصب

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها تلقت شكاوى من 101 مواطن خلال الفترة من 22 فبراير وحتى الآن، جميعهم أكدوا تعرضهم للنصب من قبل القائمين على منصة "FBC" الإلكترونية. وأوضحت الوزارة أن إجمالي الأموال التي تم الاستيلاء عليها بلغ نحو 2 مليون جنيه مصري، بعدما تم إقناع الضحايا بأن استثماراتهم ستدر عليهم أرباحاً خيالية.

وكشفت التحريات أن وراء هذه العملية تشكيلًا عصابيًا مكونًا من ثلاثة عناصر يحملون جنسيات أجنبية، كانوا متواجدين في مصر، ويعملون بالتنسيق مع شبكة إجرامية خارج البلاد متخصصة في الاحتيال الإلكتروني. كما تم الاستعانة بـ 11 شخصاً داخل مصر لتأسيس شركة في القاهرة بهدف الترويج للمنصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق "واتس آب"، مقابل حصولهم على عمولات مالية.

تفاصيل عمليات النصب

واعتمد المحتالون على وسائل احتيالية متطورة، حيث قاموا بتوفير خطوط هواتف محمولة بأسماء وهمية لتفعيل محافظ إلكترونية، والتي تم استخدامها في تلقي وتحويل الأموال المسروقة. وبعد أن تمكنوا من جمع ملايين الجنيهات، تم إغلاق المنصة واختفاء القائمين عليها بشكل مفاجئ.

وخلال عمليات الضبط، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 13 شخصاً من المتورطين في هذه الجريمة، وعثر بحوزتهم على عدد من الهواتف المحمولة، و1135 شريحة هاتف محمول، وجهاز لاب توب، ومبالغ مالية بعملات مختلفة تقدر بمليون و270 ألف جنيه. وأقر المقبوض عليهم خلال التحقيقات بارتكابهم عمليات النصب بهذه الطريقة.

تحذيرات من الداخلية المصرية

وبعد الكشف عن ملابسات القضية، وجهت وزارة الداخلية تحذيرات شديدة اللهجة للمواطنين بعدم التعامل مع المنصات والتطبيقات غير المعروفة التي تدعي تحقيق أرباح مالية سريعة. وأكدت الوزارة أن مثل هذه المخططات الاحتيالية تهدف إلى استنزاف أموال الضحايا بطرق منظمة، داعية المواطنين إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.

عشاء عمل قبل عملية الاحتيال

وكشفت مصادر مطلعة أن مسؤول منصة "FBC" في مصر، ويدعى "حاتم عبد الرحمن"، أقام عشاء عمل وحفلاً صغيراً في قاعة دار الياسمين بمنطقة كورنيش إمبابة، قبل أيام قليلة من إغلاق المنصة. كان الهدف من هذا الحفل هو جذب المزيد من المستثمرين وإقناعهم بمضاعفة أموالهم عبر المنصة.

ووفقاً لشهود حضروا الحفل، ألقى "عبد الرحمن" خطاباً أكد فيه على ضرورة زيادة عدد المشتركين، وحث الحاضرين على إقناع أصدقائهم وأفراد أسرهم بالانضمام إلى المنصة، واعداً إياهم بأرباح كبيرة وسريعة. وبالفعل، تمكن من خداع المزيد من المستثمرين الذين لم يكن لديهم أدنى شك في أن مصير أموالهم سيكون الضياع.

اعترافات الضحايا

محمد عمر، أحد الضحايا الذين حضروا الحفل الذي أقامته الشركة قبل الإغلاق، كشف أن العشاء الذي نظمته الشركة كان مخصصاً فقط للمستثمرين الذين جلبوا أكبر عدد من العملاء. وأوضح أن المسؤولين عن المنصة أكدوا لهم أن "FBC" شركة عالمية مرخصة منذ عام 2000، ولها مقر كبير خارج مصر، بل وزعموا أنها تعمل بالتعاون مع الحكومة المصرية للقضاء على البطالة.

لكن بعد إغلاق المنصة، لم يتمكن أي من الضحايا من التواصل مع مسؤوليها، حيث أغلقوا جميع هواتفهم واختفوا تمامًا. وفي بداية الأمر، ادعى القائمون على "FBC" أن المنصة تعرضت لهجوم سيبراني من قبل "هاكرز"، ووعدوا بإعادة تشغيلها خلال ساعات، لكن هذا لم يحدث أبدًا.

تزايد عدد الضحايا والقبض على متورطين

ومع انتشار أنباء الاحتيال، تزايد عدد البلاغات المقدمة ضد القائمين على المنصة، ما دفع السلطات إلى تكثيف جهودها للقبض على باقي أفراد التشكيل العصابي. وفي محافظة البحيرة، تم القبض على أحد الأشخاص المتورطين في إدارة الشركة، وسط توقعات بسقوط المزيد من المتورطين في الأيام القادمة.



 

وقضية "FBC" تعتبر واحدة من أكبر عمليات النصب الإلكتروني التي شهدتها مصر مؤخراً، ما يسلط الضوء على مخاطر الاستثمار العشوائي في منصات غير موثوقة. ومع استمرار التحقيقات، تظل التساؤلات مطروحة حول عدد الضحايا الحقيقي وحجم الأموال المنهوبة، فيما تبقى الحادثة درساً قاسياً لكل من يبحث عن الربح السريع دون التأكد من مصداقية الجهات التي يستثمر فيها أمواله.