شهدت الساعات القليلة الماضية تحركات برلمانية من جانب عدد من النواب بشأن واقعة تحطيم أحد التماثيل في «سقارة» ، الأمر الذي تسبب في حالة من الغضب الشديد بين أعضاء مجلس النواب.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقدم فيه النائب مصطفى بكري بطلب إحاطة موجه إلى وزير السياحة والآثار حول تحطيم أحد التماثيل في «سقارة».
وأكد بكري أن أثناء هدم واجهة النيش الحائطي بالقادوم، بواسطة الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المعروف، قام بكسر النقبة البيضاء التي يرتديها التمثال، وتحديدًا فى الجزء الأسفل منه”
يأتي ذلك بعد وجود فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يعلن عن اكتشاف أثرى كبير فى إحدى مقابر سقارة، حيث يعود هذا التمثال إلى عهد الأسرة الخامسة من عصر الدولة القديمة، أي منذ نحو ٤٣٠٠ سنة تقريبا”.
وفي السياق ذاته استخدمت النائبة أميرة أبو شقة إحدى أدواتها البرلمانية ، بعد ما تقدمت ببيان عاجل المستشار الدكتور حنفي جبالي، موجَّهًا إلى شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بشأن الجدل الكبير الذي أثاره مقطع فيديو نُشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حول كسر تمثال أثري أثناء اكتشاف الدكتور زاهي حواس له في منطقة سقارة الأثرية.
وطالبت أبو شقة بضرورة المساءلة بعد ما ذكره "حواس" بشأن أن التمثال الذي عثر عليه كانت الفتحة الخاصة به صغيرة جداً وصعبة، وقام بإزالة الحجارة بحرفية على أعلى مستوى، واتضح أن التمثال كان ملاصقاً للحائط، والجزء الصغير الذي انكسر من التمثال أعدناه بالترميم بعدها بخمس دقائق، حيث إن الترميم من أهم متطلبات العمل الأثري وخاصة في الحفائر الأثرية".
حواس يرد
وجاء الرد سريعا من الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصرية الشهير، حينما قال أن التمثال الخشبي المطلي بطبقة من الجبس لم يصب بأي ضرر خلال عملية استخراجه، وما سقط منه هو طبقة من الجبس.
وأضاف "حواس": أعمل في مجال الحفائر لأكثر من 50 عاماً، وأنا أحرص الناس علي الآثار، والتمثال الخشبي الذي عثرت عليه البعثة في جبانة جسر المدير في منطقة آثار سقارة داخل إحدى المقابر الصخرية كان موجود داخل فتحة صغيرة جدا خاصة به وصعبة، وتمت إزالة الحجارة بحرص شديد ، وأتضح بعد استخراج التمثال أنه كان ملاصقاً للحائط، والجزء الصغير الذي سقط هو طبقة من الجبس علي التمثال، وقام المرممين بعمل الإسعافات الأولية للتمثال وتم ترميمه بالكامل.
وأشار "حواس" إلى أن العوامل البيئية، مثل الرطوبة ودرجات الحرارة المتغيرة، أدت إلى تمدد بعض أجزاء الجبس الذي يغطي التمثال، ومع ذلك، تم التعامل من قبل فريق الترميم الخاص بالبعثة، مؤكدًا أن التمثال استُخرج بحالة جيدة دون أي كسر أو تلف وسوف يعرض قريبا بعد انتهاء فريق الترميم من العمل.
وأوضح حواس ، أن التمثال بحالة جيدة وما سقط منه هو طبقة من الجبس وتمت إعادتها من خلال فريق الترميم.