هاجم الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.
وقال الفيصل في تصريحات متلفزة لقناة “العربية”: “ما قاله ترامب ليس بالضرورة هو ما سيفعله العالم”، متسائلًا: “هل سيبعث جيش حتى يطرد الفلسطينيين من غزة؟، أستبعد ذلك، وبالتالي لا نضطرب ولا ندخل في بلبلة فكرية من هذه الكلمات، ولكن مع ذلك فهذه التصريحات تُعد نوعًا من الدليل على الغطرسة التي يمارسها ترامب مع الآخرين”.
وأضاف: “الكلام سهل والفعل له شروطه ومقوماته”.
كان ترامب أثار الجدل العالمي بعد دعوات وجهها إلى مصر والأردن لاستقبال سكان قطاع غزة، وهو ما قوبل بالرفض والإدانة من المجتمعين العربي والإسلامي وكذلك الدولي. واعتبرت العديد من الأطراف أن مقترح تهجير الفلسطينيين والبحث عن وطن بديل لهم عن القطاع بمثابة تفريغ للقضية الفلسطينية.
وفي حين أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أكدوا أن مقترح تهجير الفلسطينيين إلى مكان آخر يأتي بشكل مؤقت لحين الانتهاء من إعمار القطاع المدمر من الحرب بين حماس وإسرائيل التي استمرت لمدة 15 شهرًا، إلا أن الرئيس الأمريكي عاد وأكد أنه حال تهجير الفلسطينيين من القطاع فلن يكون هناك مجالًا للعودة. كما لوّح ترامب باحتمالية استخدام واشنطن لكارات المساعدات المالية التي تُقدم إلى مصر والأردن سنويًا وقطعها إذا لم يوافقا على المطلب الأمريكي.
وردًا على المقترح أصدرت مصر والأردن بيانات رفض قاطع للمقترح الأمريكي، مؤكديّن أن إعادة إعمار القطاع يجب أن تتم مع استمرار وجود سكانه على أراضيه، كما ألغى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة كان من المفترض أن تتم هذا الأسبوع إلى واشنطن إلى أجل غير مسمى. ومن جانبها أعربت المملكة عن رفضها القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددة على مركزية القضية الفلسطينية لديها، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.
وقال ترامب في تصريحات صحافية في وقت سابق هذا الشهر، إنه يرغب في تملّك قطاع غزة وتحويله إلى ما يسمى “ريفييرا الشرق الأوسط” وجلب العديد من الاستثمارات ومشروعات التنمية، مشيرًا إلى أن إعادة الإعمار لن تتم في يوم وليلة وقد تستغرق 15 عامًا.