في خطوة تعكس تصاعد التوترات في المنطقة، أعلنت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي عن إلغاء إجازات الجنود تحسبا لاحتمال استئناف القتال في غزة في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس وسط التوترات المتزايدة، حيث أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إلغاء الإجازات جاء ردا على ما وصفه بـ"خرق كامل" لاتفاق الهدنة.
احتمالية انهيار الهدنة في غزة
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب المحلل السياسي الفلسطيني، إن عملية تبادل الأسرى اليوم تمثل الدفعة السادسة من عمليات استلام وتسلم الأسرى بين حماس وإسرائيل، ولا تزال هناك دفعات أخرى قادمة.
وأشار الرقب- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، إلى أن ما قامت به حماس خلال الأسبوع الماضي لم يكن سوى مناورة سياسية.
وأضاف أن نتنياهو برر نجاح الصفقة بناء على تهديدات ترامب، وهو أمر غير دقيق، بل كان الهدف من التصريح هو إرضاء غرور ترامب".
وأشار الرقب، إلى أن القاهرة قامت بدور كبير في ضمان إتمام المراحل الثلاث من العملية، سواء كانت الهدنة أو مرحلة إعادة بناء غزة، لكننا نخشَى من أن تنهار الهدنة في المرحلة التالية، أي بعد أن تقوم إسرائيل بأخذ أسراها.
وكان أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي تعليمات للجيش بالبقاء في أقصى درجات التأهب، مع التأكيد على أن إسرائيل لن تعود إلى "واقع 7 أكتوبر"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه مسلحو حماس على إسرائيل في هذا اليوم.
وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف متزايدة من تصعيد عسكري جديد في قطاع غزة، مما يهدد بتجدد العنف في المنطقة.
في الوقت ذاته، وبينما انتهت عملية تسليم الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين اليوم السبت، انتشرت عناصر من كتائب القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) وحركة الجهاد الإسلامي في مدينة خان يونس.
وقد تم إقامة منصة في موقع التسليم، زينت بلافتات كتب عليها بالعبرية والإنجليزية، كما تم عرض صور لقائد القسام محمد الضيف، الذي اغتالته إسرائيل في أغسطس 2024، وكذلك لزعيم حماس يحيى السنوار الذي قُتل في جنوب غزة في أكتوبر 2024.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه سيتم "استقبال الرهائن الثلاثة من موقع واحد جنوبي القطاع". بينما قامت حماس بإطلاق سراح كل من الإسرائيليين يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبنوف، بعد أن ساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة كانت تهدد بانهيار الهدنة الهشة التي أوقفت القتال منذ ما يقرب من شهر.
وكان قد تم القبض على ديكل حن، وهو أميركي إسرائيلي، وتروبنوف، وهو روسي إسرائيلي، وهورن، الذي تم أسره مع شقيقه إيتان، في مستوطنة نير عوز، أحد التجمعات السكنية الإسرائيلية في غلاف غزة، والذي اجتاحه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر 2023.
369 معتقلا فلسطينيا
في المقابل، كانت حماس قد أعلنت سابقا أن الإسرائيليين الثلاثة سيتم إطلاق سراحهم مقابل 369 معتقلا فلسطينيا، وهذا التبادل يعكس جهود حماس للضغط على إسرائيل وتنفيذ مطالبها، كما يخفف المخاوف من انهيار الاتفاق قبل نهاية المرحلة الأولى التي تمتد إلى 42 يوما.
وكانت حماس قد وافقت في الشهر الماضي على تسليم 33 إسرائيليًا، بينهم نساء وشيوخ، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، وذلك خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تمتد لمدة ستة أسابيع، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة. وقد تم بالفعل إطلاق سراح 16 من أصل 33 إسرائيليًا، بالإضافة إلى خمسة تايلانديين تم تسليمهم في عملية إطلاق سراح غير مقررة.
في الوقت الحالي، بقي 76 إسرائيليا محتجزين في غزة، ويعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة، وفق تقديرات إسرائيلية.
المرحلة الثانية والثالثة من الاتفاق
ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الممتد على 3 مراحل في الأسبوع المقبل، وتشمل هذه المرحلة الإفراج عن بقية الأسرى الإسرائيليين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، أكد قيادي في حماس أمس الجمعة أن الحركة تتوقع بدء مباحثات المرحلة الثانية مطلع الأسبوع القادم، موضحا أن "الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن".
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق، فستركز على إعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة تكلفته بأكثر من 53 مليار دولار، ويهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحروب المتتالية.