شهد ختام منتدى كازانيش للعمارة والبناء في مدينة كازان عاصمة دولة تتارستان الروسية ندوة مصرية أدارها المعماري المصري عمرو عصام، تحت عنوان التحديات المنهجية والاتجاهات الأساسية للتنمية المستدامة في التجربة المصرية ولاقت الندوة إعجاب الحضور من مختلف الدول المشاركة في المنتدى.
وشارك في الندوة المهندس محمد طلعت الاستشاري المعماري، وأحد أهم الاستشاريين المعماريين لمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، و المعماري وليد عرفة الفائز بجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وذلك عن تطوير مسجد باصونة بمركز المراغة محفظة سوهاج،و المعماري دانيل كلادس.
واستعرض المهندس محمد طلعت، التصميم الفريدة لعمارة مسجد مصر بالعاصمة الإدارية، قائلا: إن التصميم الداخلي والخارجي لمسجد مصر على الطراز الإسلامي، فهو مزيج من عمارة العصر العباسي والعصر المملوكي، حيث يتميز بزخارف غنية ذات تصميمات بديعة، ويضم المسجد الكثير من التفاصيل الثرية التى روعى التفرد والجمال فى اختيارها، سواء الأسقف الخشبية أو المنبر أو النجف والسجاد والرخام والحفر، فكل جزء منها له حكاية وقصة، فمثلا يحتوى المسجد على أكبر نجفة في العالم والتي دخلت موسوعة جينيس، حيث تتكون من ٧ أدوار، تظهر بأشكال مختلفة فى الاتجاهات المختلفة، كما يضم أكبر منبر في العالم ارتفاعه أكثر من ٧ أمتار.
توثيق العمارة التاريخية
وتحدث المعماري دانيال كالدس عن تجربة توثيق العمارة التاريخية، وتحديدا عن تجربته في توثيق مبنى كنيسة مدرسة الفرير دي لاسال في الضاهر بمدينة القاهرة، واللي صممها تلات مهندسين: الكاثوليكي أنطوان سليم نحاس، والمسلم صديق شهاب الدين والأرثوذكسي اليوناني دميتري دياكوميديس.
وسرد دانيال رحلة بحثه عن المخطوطات والتصاميم والمراسلات لحد الي ان وصل لقرار المبنى، مؤكدا أننا لا نستطيع التحرك خطوة واحدة من غير توثيق تاريخنا بدقة، لأن هذا تحديدًا هو جوهر الهوية وليس المعمارية فقط، ولكن الإنسانية جمعاء.
فيما تحدث المهندس وليد عرفة عن مفهوم الاستدامة، وسرد تجربته في مسجد باصونة بسوهاج، قائلا إن مسجد باصونة يتعلق بكل حقب العمارة المصرية، من المصرية القديمة مرورًا بالمملوكية أو الإسلامية حتى ما قبل العثمانية فكريًا ومنهجيًا، ولا تتعلق المسألة بالشكل، فالتراث مناهج مصدر واحد إنما الشكل يتغير. أتمنى أن ينسب لكل الحقب المعمارية في مصر أقيم على مساحة لا تتجاوز ٤٥٠ مترًا مربعًا، ويتسع لنحو ٥٠٠ مصلي، وله قبة رئيسة وقبة مدخل و108 مثلثات كروية.وكان المسجد فى البداية على مساحة 140 مترًا قبل أن تضرب السيول مبناه القديم، ليتم تشييده من جديد على مساحة 480 مترًا، ليصبح تحفة فنية ومعمارية.وقد ساهمت إحدى السيدات فى توسعة المسجد باستقطاع جزء من منزلها وضمه للمسجد.