قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد غنيم يكتب: منيو المشاهير في بورصة المقرئين

محمد غنيم
محمد غنيم

انتشر على صفحات السوشيال ميديا مؤخرًا الحديث عن أسعار مشاهير قراء القرآن الكريم، وتحديد سعر اسم كل قارئ، أمثال الشيخ محمود الشحات أنور والشيخ محمود القزاز والشيخ ممدوح عامر والشيخ محمد يحيى الشرقاوي والشيخ عبدالناصر حرك والشيخ الطاروطي والشيخ نعينع وغيرهم.

وأثار المنشور حفيظة بعض المحبين للمشايخ والجمهور العادي ممن يعرف هؤلاء القراء أو لا يعرفهم بين مدافع ومعارض، فأردت أن أطرح في هذا المقال وجهة نظر في المسألة ليست من مدخل الشرع أو مناقشة لحكم تقاضي الأجر على التلاوة في المحافل والسرادقات، وليست من باب الحلال والحرام.

في رأيي، إن المسألة عرض وطلب، تجمع بين شخص مقتدر ماديًّا صاحب مال وجاه يتمتع بوجاهة اجتماعية في قريته أو محافظته، وقارئ للقرآن يتمتع بصيت وشهرة يعرفه القاصي والداني وأينما وضع قدمه كان لوجوده تأثير وضجة.

الثمن المدفوع هنا ليس ثمنًا للتلاوة، والسعر المعروض ليس مقابل كلام الله، وإنما الثمن للوجاهة والتميز عن الآخرين، والسعر مقابل الاسم المعروف والشهرة، تمامًا مثل الآيفون أعلى فئة، فالجميع يمسك الموبايل ولا يوجد شخص الآن كبير أو صغير لا يحمل الموبايل، ولكن فئة قليلة فقط هي من تملك الآيفون إصدار العام والأعلى فئة، فعادةً ما تجده في يد مشاهير الممثلين والمطربين والفئة الاجتماعية العليا لصفوة المجتمع، فالثمن هنا ليس قيمة الموبايل لإجراء المكالمات وتصفح التطبيقات، فهذا ما يفعله أي موبايل، ولكن الثمن للعلامة التجارية وقيمة التفاحة والتميز الاجتماعي.

الشهرة لها ثمن، سواء أعجبك صوت القارئ وأداؤه أم لم يعجبك، فالشهرة لا تعبر بأي حال عن الجودة والإتقان واستحقاق الصيت، ولكنها نصيب ورزق يسوقه الله إلى من يشاء من عباده مثل باقي الأرزاق، وبعض الناس جعل الله رزقهم في شهرتهم، فهي رأس مالهم وسبب أقواتهم، قد يكون سبب هذه الشهرة فيديوهات على صفحات السوشيال أو لايفات على التيك التوك أو تمثيل أو غناء أو لعب كرة قدم، أو تلاوة للقرآن.

كثير من الناس يدفعون بكل راحة ضمير ثمن تذكرة حضور مباراة كرة قدم أو حضور حفلة، أو يتفاخرون بغناء المطرب المعروف في أفراحهم نظير مبالغ ضخمة، ولكن عندما تُسلَّط الأضواء على قارئ القرآن الذي يتقاضى مبلغًا كبيرًا تبدأ الأصوات الرافضة في الظهور، ويلومون المشايخ ويتهمونهم في إخلاصهم للقرآن وصدقهم مع تلاوته.

وفي النهاية، أرى أن المنشور المُتداول عن أسعار القراء لا يليق، وهو منشور خبيث غرضه معلوم لينال الناس من سمعة القراء ويشككون في ذممهم، خاصةً بعد انتشار المنشور الذي ادَّعى وجود أخطاء في تلاوة الشيخ عبدالفتاح الطاروطي وردت عليه نقابة القراء وفندته، هذه الهجمة على القراء تنشط بين حين وآخر للإساءة إلى قراء القرآن الكريم، حملة كتاب الله والحاصلين على إجازات بسند متصل إلى وحي السماء جبريل عن رب العالمين، والذين يفرض علينا القرآن احترامهم وتوقيرهم والسكوت عن مساوئهم وزلاتهم، والله أعلم.