في تصريحاتٍ حديثة، أكد عبد الحميد كايهان عثمان أوغلو، حفيد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني من الجيل الرابع، أن قطاع غزة هو "ملكية شخصية مسجلة" لجده السلطان عبد الحميد، مشيرًا إلى أنه يمتلك الوثائق التي تثبت ذلك. جاءت تصريحاته ردًا على مقترحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص السيطرة على غزة أو شرائها، حيث قال عثمان أوغلو:
“تقول أمريكا: سنأخذ غزة. لحظة واحدة يا صديقي، ماذا تأخذون؟ غزة ملكية شخصية مسجلة للسلطان عبد الحميد خان، ومعي الوثيقة التي تثبت ذلك”
أوضح عثمان أوغلو أن جده السلطان عبد الحميد الثاني اشترى 70% من أراضي قطاع غزة ورفح ومحيط الحرم الشريف من ماله الخاص، وذلك لمنع اليهود من شراء هذه الأراضي في فلسطين. وأضاف أن هذه الخطوة كانت جزءًا من جهود السلطان العثماني للحفاظ على الأراضي الفلسطينية وحمايتها من التهديدات الخارجية.
في مراسم تكريمية للسلطان عبد الحميد بمناسبة الذكرى الـ107 لوفاته، تحدى عثمان أوغلو تصريحات ترامب قائلًا:
"قوتكم لا تكفي. لقد قمتم بقصف غزة لمدة عام، ولكن إخوتنا هناك ما زالوا صامدين. نحن نقف إلى جانب فلسطين وغزة وكل أخ مظلوم في العالم".
كما أعلن عثمان أوغلو عن نيته زيارة القدس في أكتوبر المقبل، وذلك تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأكد أن هدف زيارته هو لقاء أشقائه الفلسطينيين والمشاركة في تنظيف مساجد المدينة المقدسة والاعتناء بها، بالإضافة إلى الاطلاع على الآثار العثمانية في القدس.
الجدير بالذكر ان السلطان عبد الحميد الثاني، الذي حكم من 1876 إلى 1909، يُعتبر أحد أبرز المدافعين عن الأراضي الفلسطينية. فقد اشترى مساحات شاسعة من الأراضي في فلسطين، بما في ذلك غزة والقدس، من ماله الخاص لحمايتها من الاستيلاء الأجنبي. وقد ترك إرثًا كبيرًا في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والقضية الفلسطينية
عبد الحميد كايهان عثمان أوغلو، المولود في إسطنبول عام 1979، تلقى تعليمه الأساسي في مدارس المدينة وتربى على القيم الإسلامية والعثمانية، مع اعتزاز كبير بتراث أجداده. يعتبر نفسه وريثًا لتراث السلطان عبد الحميد الثاني، -وهو يحمل ملامح جده تماما-، الذي اشتهر برفضه التنازل عن فلسطين لليهود خلال فترة حكمه
وقد أعلن عثمان أوغلو عزمه على دخول المجال السياسي، معتبرًا أن خدمة الوطن هي جزء من إرث عائلته. قال في إحدى المقابلات:
أريد أن أكون جديرًا بثقة أجدادي كسياسي، وأخدم هذا الوطن كما فعلوا""
وهو يدعو إلى إعادة الاعتبار للدولة العثمانية وتصحيح الصورة المشوهة عنها في وسائل الإعلام الغربية
ويُعتبر عبد الحميد كايهان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، حيث زار غزة وشهد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي. وصف فلسطين بأنها "سجن في الهواء الطلق"، وأكد أن ما يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال هو "دراما مؤلمة تندى لها جبين البشرية".
يُعرف عبد الحميد كايهان بتواضعه وتسامحه، رغم ما تعرضت له عائلته من تشريد ومصادرة أملاك بعد سقوط الدولة العثمانية..،ويتمتع بثقافة عالية، ويعمل في مجال السياسة لنشر الوعي حول القضايا التاريخية والسياسية
ان عبد الحميد كايهان عثمان أوغلو يمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر، حيث يحمل إرثًا عثمانيًا عريقًا ويدافع عن القضايا الإسلامية والإنسانية، خاصة القضية الفلسطينية..، وتصريحاته الأخيرة حول غزة تثلج الصدور وتؤكد التزامه بحماية الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وتذكير العالم بتراث أجداده الذين وقفوا في وجه التهديدات الخارجية.