تقدمت سيدة مسنة إلى محكمة الأسرة زنانيري، تحمل على كاهلها عبء تربية حفيديها بعد وفاة والدتهما، كانت ابنتها، التي عملت مُدرِّسة، قد فارقت الحياة إثر صراع مرير مع المرض، تاركة وراءها طفلين في عمر الزهور، محمد في المرحلة الإعدادية وفاطمة في بداية تعليمها، لم يكن أمام الجدة خيار سوى احتضانهما وتعويضهما عن فقدان الأم، غير أن ما أثقل كاهلها هو تخلّي والدهما عنهما.
لم يكتفِ الأب بإهمال أبنائه، بل استحوذ على معاش والدتهم، مستغلاً مستحقاتهم المالية في حياته الجديدة بعد أن تزوج بامرأة أخرى وأنجب منها، لم يسهم في نفقتهما، تاركًا الجدة تواجه وحدها أعباء الحياة، ومع مرور الوقت، وجدت نفسها غير قادرة على توفير احتياجاتهما الأساسية من طعام وتعليم ورعاية صحية.
أدركت العجوز أن اللجوء إلى القضاء لطلب نفقة لحفيدَيها هو الحل، وطرقت أبواب المحكمة بحثًا عن العدالة.
لا تزال الدعوى منظورة أمام المحكمة، فيما تنتظر الجدة حكمًا يُعيد الحق إلى مستحقيه، ويضع حدًا لمعاناة طفلين حُرِما من أبسط حقوقهما، بعدما جردهما والدهما من كل سندٍ وعون.