قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قوة ووضوح| رسائل حملتها لغة الجسد بين وزيري خارجية مصر وأمريكا.. تعرف عليها

 وزير الخارجية المصري ونظيره الأمريكي
وزير الخارجية المصري ونظيره الأمريكي

في خضم الجدل الذي أثارته تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، جاء الرد المصري واضحًا وحاسمًا برفض قاطع لهذا المقترح. وفي هذا السياق، التقى وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، بنظيره الأمريكي، ماركو روبيو، في لقاء جذب اهتمامًا كبيرًا وأعاد تسليط الضوء على موقف القاهرة الثابت من القضية الفلسطينية.

الصورة التي أثارت الجدل

حظيت صورة تجمع وزير الخارجية المصري مع نظيره الأمريكي باهتمام واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض تعبيرًا عن تحدٍّ مصري للموقف الأمريكي. وانقسمت الآراء حول الرسائل التي قد تحملها لغة الجسد في هذا اللقاء، إذ رأى البعض أنها تعكس ثقة ووضوحًا في الموقف المصري، فيما حاول آخرون تفسيرها على أنها مجرد تفاعل دبلوماسي طبيعي.

تحليل لغة الجسد

وقد تُفسر لغة الجسد بطرق مختلفة حسب الزاوية والسياق. فميل الرأس أو رفعه بشكل طفيف قد يُفهم أحيانًا كإشارة إلى الاستعلاء، لكنه في الوقت نفسه قد يكون نتيجة لحظة إجهاد طبيعي.

كما أن التقاط الصور من زوايا مختلفة قد يؤثر على تفسير المشهد، حيث يمكن أن تسعى كل جهة إلى إظهار ممثلها بصورة معينة، ما يؤدي إلى اختلاف الانطباعات.

وهنا أهمية عدم الاعتماد على الصور الثابتة فقط، بل متابعة الفيديوهات الكاملة لفهم المشهد بدقة.

المصافحة ودلالاتها

وأثارت طريقة المصافحة بين الوزيرين جدلًا إضافيًا، حيث أشار البعض إلى أن رفع يد الوزير المصري أعلى من نظيره الأمريكي يعكس تحديًا، بينما أظهرت صور أخرى العكس تمامًا، مما يعزز فكرة أن تفسير هذه اللحظات قد يكون نسبيًا.

بينما أن المصافحة بين الوزيرين لم تحمل أي دلالات عدائية، بل على العكس، كانت ودية وطبيعية. إنما أنه عند وقوع خطأ بسيط في المصافحة، قام وزير الخارجية الأمريكي بوضع يده الأخرى فوق يد الوزير المصري، وهو ما يمكن تفسيره كرمز للتقارب والصداقة وليس للتحدي.

تأثير زاوية التصوير على الانطباعات

كما أن ملامح وجه الوزير بدر عبدالعاطي تتسم عادة بابتسامة طبيعية، مما قد يُفسر أحيانًا على أنه تحدٍّ إذا لم تُلتقط الصورة بشكل واضح. لكن أوضح الفيديو الكامل للقاء أظهر الوزير المصري إنه ظهر مبتسمًا بشكل طبيعي ومسترخٍ، في حين بدا نظيره الأمريكي بملامح أكثر تجهمًا، ما قد يُفسر بطرق مختلفة وفقًا لزاوية التصوير والسياق العام.

تباين الثقافات في قراءة لغة الجسد

من ناحية أخرى، فأن الجمهور المستهدف يلعب دورًا كبيرًا في تفسير لغة الجسد، فالمشاهد المصري أو العربي قد يرى تعبيرات الوزير بدر عبدالعاطي كدليل على الثقة بالنفس والطمأنينة، بينما قد يراها المشاهد الأمريكي من زاوية مختلفة، مثل السخرية أو المبالغة في الثقة.

في حين أن الاختلافات الثقافية تؤثر بشكل كبير على قراءة لغة الجسد، حيث أن شعوب البحر المتوسط تتميز بتعبيرات وجه واضحة ومباشرة، بينما تعتمد الثقافة الأمريكية على ما يُعرف بـ"البوكر فيس" أو الوجه الخالي من التعبيرات، وهو ما قد يُفسر أحيانًا على أنه برود أو عدم تفاعل.

أهمية النظر إلى الصورة الكاملة

وفي الختام، فلابد من التأكيد على أهمية عدم التسرع في تفسير المشاهد الدبلوماسية بناءً على صور ثابتة، مشددة على ضرورة تحليل المشهد بشكل كامل عبر الفيديوهات الكاملة والتفاعل اللفظي وغير اللفظي بين الأطراف المعنية. كما أن اللقاء كان وديًا ولم يحمل أي دلالات تصعيدية، بل جاء في إطار التواصل الدبلوماسي المستمر بين البلدين رغم الخلافات القائمة حول بعض القضايا الإقليمية.