قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ترامب يهدد بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار.. وتوتر متصاعد بين حماس والاحتلال بتأثيراته العالمية

ترامب يعود للتهديد وغزة ستصبح جحيما
ترامب يعود للتهديد وغزة ستصبح جحيما

في ظل التوترات المستمرة في المنطقة، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليهدد مجددا باتخاذ إجراءات قاسية في إطار ملف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، ولذلك تركزت تصريحات ترامب الأخيرة، على إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تلتزم حماس بإعادة جميع الرهائن بحلول موعد محدد. 

التزام حماس ببنود الاتفاق

وفي المقابل، أكدت حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق من طرفها، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو من لم يلتزم بتعهداته، وبينما تستمر الاتهامات المتبادلة، تتصاعد المخاوف من تداعيات هذه التطورات على مختلف الأصعدة، بما في ذلك تأثيرها على الوضع الاقتصادي العالمي وصناعة الشحن في البحر الأحمر.

من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن هذه التصريحات ليست جديدة في مضمونها، فهي تكرار لمواقف ترامب التي تعكس أسلوبه في ممارسة البلطجة العلنية بشكل فج.

 يسعى ترامب إلى إظهار نفسه كقادر على فرض إرادته دون قيود من داخل البيت الأبيض و أمام الكاميرات الإعلامية التي تروج له

وأضاف أبولحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن غزة تعرضت لإبادة جماعية استمرت 15 شهرا، بدعم أمريكي كامل وباستخدام ذخائر أمريكية الصنع، فما الذي يمكن أن يرتكب ضدها أكثر مما حدث بالفعل؟. 

وأشار أبو لحية، إلى أنه من الناحية القانونية، فإن أي اتفاق بين طرفين يفرض التزامات متبادلة، ووفقا لما أُعلن، هناك بروتوكول إنساني ملزم لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا لم يُنفذ على الإطلاق.

وتابع: "في الواقع، يواصل نتنياهو ممارسة الخداع والتضليل والتهرب من أي التزام، في إطار مخطط مشترك مع ترامب لتنفيذ جريمة التطهير العرقي في غزة. هذه الخطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى الخارج، والاستيلاء على القطاع لتحويله إلى منطقة استثمارية تخدم المصالح الأمريكية".

واختتم: "وهنا من المفترض ان يكون دور الوسيط الذي هو ضامن للاتفاق والتزام الطرفين بتنفيذ بنوده دون أي إخلال ،ولكننا نرى أن نتنياهو يستمد عدم التزامه بدعم كامل من الوسيط الأمريكي الذي يشجعه لعدم التنفيذ والالتزام".

ترامب يهدد حماس مجددا 

وبالفعل عاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تهديد حماس مجددا بورقة "الجحيم"، وقد هدد بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في حال عدم التزام حماس بإعادة جميع الرهائن بحلول ظهر يوم السبت المقبل. 

وجاء هذا التهديد في أعقاب تصريحات حركة حماس التي أكدت تأجيل تسليم الدفعة المقبلة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها.

وفي سلسلة من التصريحات التي أدلى بها يوم الاثنين في البيت الأبيض، قال ترامب: "إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت، سأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار". 

وكرر تهديداته السابقة، مؤكدا أن "أبواب الجحيم ستفتح إذا لم تعد حماس الرهائن من غزة"، مضيفا: "حماس ستكتشف ما أعنيه بهذا التهديد".

كما أشار ترامب إلى أنه قد يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لبحث اعتبار يوم السبت موعدا نهائيا للاتفاق. 

وأوضح أن القرار في النهاية سيكون بيد إسرائيل، ولكنه أضاف: "بالنسبة لي، إذا لم يتم التزام بالاتفاق بعد ظهر السبت، يجب أن ينتهي وقف إطلاق النار".

وأضاف: "لا يمكننا الانتظار كل سبت حتى يتم الإفراج عن 2 أو 3 رهائن من غزة"، مشيرا إلى أن الرهائن الذين تم الإفراج عنهم في الأسبوع الماضي كانوا في حالة صحية صعبة، وأن الانتظار أكثر ليس خيارا. 

ومن جهة أخرى، أكدت حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق طالما التزم بها الاحتلال الإسرائيلي،  وقالت إنها "نفذت جميع التزاماتها بدقة وفي المواعيد المحددة". 

وأشارت إلى أن الاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق وسجل العديد من الخروقات، وذكرت حماس في بيان لها أن تلك الخروقات شملت تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف المواطنين بالقصف، وقتل العديد منهم، بالإضافة إلى إعاقة دخول المساعدات اللازمة مثل الخيام ومواد البناء، وأيضا تأخير دخول الأدوية ومتطلبات إعادة بناء المستشفيات.

وأضاف البيان أن حماس قد وثقت هذه الخروقات وأطلعت الوسطاء بها بشكل مستمر، ولكن الاحتلال واصل انتهاكاته. ودعت الحركة إلى ضرورة الالتزام الدقيق بالاتفاق وعدم إخضاعه للانتقائية في تنفيذ بنوده. 

كما أكدت أن تأجيل إطلاق الأسرى هو بمثابة رسالة تحذيرية للاحتلال، بهدف الضغط من أجل الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

وأختتمت حماس بيانها بالتأكيد على أنها أعلنت هذا التأجيل قبل خمسة أيام من موعد تسليم الأسرى لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته، مع الحفاظ على إمكانية تنفيذ التبادل في موعده إذا التزم الاحتلال بما عليه.

ومن جهة أخرى، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر قولها إن تصريحات ترامب قد تشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتخاذ قراراته في المجلس الوزاري الأمني والسياسي بشأن الاتفاق ومرحلته الثانية.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن خطة ترامب المتعلقة بحرب غزة والسيطرة عليها وتهجير الفلسطينيين قد تؤدي إلى تقلبات في صناعة الشحن في البحر الأحمر.

 فقد أثار إعلان ترامب الأخير مخاوف من أن جماعة الحوثي في اليمن قد تعيد تهديدها ضد السفن التجارية المارة في البحر الأحمر، وذلك بعد أن كانت قد أعلنت في الشهر الماضي عن توقف استهدافها لمعظم السفن بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وصرح جان ريندبو، الرئيس التنفيذي لمجموعة نوردن للشحن، بأن خطة ترامب حول غزة قد تزيد من الاضطرابات والتوترات في الشرق الأوسط، مما قد يطيل من أزمة البحر الأحمر. وأضاف أن الإعلان زاد من خطر أن لا يظل الحوثيون مكتوفي الأيدي في مواجهة هذه التطورات.

كما ساهم اقتراح ترامب بشأن غزة في تفاقم حالة عدم اليقين بشأن تأثير سياساته على التجارة وصناعة الشحن، حيث تذكر بعض الأوساط الاقتصادية تهديدات ترامب السابقة بفرض رسوم جمركية على العديد من الشركاء التجاريين والتي كانت قد أثارت مخاوف من حروب تجارية محتملة وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي وأرباح أصحاب السفن.