قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماكرون يدعو لاستراتيجية قوية للذكاء الاصطناعي باستثمارات تصل لـ 109 مليارات يورو.. تفاصيل

منتدي الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الفرنسيه
منتدي الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الفرنسيه

في إطار سعيه لتوجيه أوروبا نحو مستقبل رقمي واعد في مجال الذكاء الاصطناعي، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تبني استراتيجية أوروبية مبتكرة ومتقدمة في هذا المجال، وأوضح أن هذه الاستراتيجية تعد حلا لتعويض تأخر أوروبا واللحاق بالتطورات التكنولوجية السريعة التي تشهدها الولايات المتحدة والصين.

منتدى الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الفرنسية

وفي هذا الصدد، يقول خالد شقير، الكاتب الصحفي المختص بالشأن الفرنسي، إن يأتي منتدي الذكاء الاصطناعي والذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس في ظروف جيوسياسية  صعبة ومعقدة للغاية وبالرغم من محاولات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعدم الصدام مع الساكن الجديد للبيت الأبيض خلال فترة حكمه الأولي ومد يده له من خلال استضافته لحضور إعادى افتتاح كاتدرائية (نوتردام  دي باري ). 

وأضاف شقير- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل  وظهر هذا جليا بزياده ترامب للضرائب علي المنتجات الفرنسيه والأوروبية ولكن أظهر ماكرون بالإعلان عن خطوات تظهر أهمية عدم الاعتماد علي الولايات المتحدة في عدة مجالات منها الدفاع والذكاء الاصطناعي للحفاظ علي سيادتها (الفرنسية الأوروبية) حتي لو كانت هذه الدولة حليفة لأوروبا وطالب ماكرون بعدم الاكتفاء بمراقبة الصراع الأمريكي الصيني حاول الرئيس الفرنسي أن يضع أوروبا وفرنسا أمام مسئوليتها كدول مؤثرة ورائدة، حيث وجهت الكثير من الانتقادات للقارة العجوز بأنها تكتفي بوضع التشريعات (تصريحات أمريكية للتقليل من الدور الأوروبي). 

وأشار شقير: "حاول ماكرون أن يضع النقاط علي الحروف خلال كلمته والذي أكد أنه هذا الملف من بين ملفات كثيرة سيضع فرنسا في مصاف الدول الرائدة في هذه التكنولوجيا،  تقنية الذكاء الاصطناعي بما يحفظ روح الإبداع والتصميم وأمان المستخدمين، وبدأت فرنسا بتهيئة أرضية التحول لعاصمة للذكاء الاصطناعي،  لتشجيع الاستثمار في هذا الاتجاه وأيضاً بدعم البنى التحتية لهذه التقنية". 

وتابع: "حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من خطورة عدم السيطرة على هذا الذكاء الاصطناعي، والذي يمكن إذا ترك بدون حوكمة ومعايير يمكن أن يخلط الأمور ويقلب الحقائق، وكان ماكرون قد نشر فديو  علي صفحته الرسمية علي صفحة إكس تم عمله عن طريق الذكاء الاصطناعي يستخدم مقاطع خاصة به شخصيا تظهر فيديوهات له شخصية (مشينة)، معلقا عليها بأنها تجعله يبتسم بمرارة حيث أن لا يجب أن تصل الأمور  إلي ما وصلت إليه من خلال الذكاء الاصطناعي إلي درجة السفه وقلب الحقائق، ولهذا طالب بأهمية وضع تشريعات ومعايير وحوكمة هذا القطاع".

واختتم: "وظهر ماكرون بعد انتخاب ترامب مهاجما لـ إيلون ماسك بالاسم في ومتخوفا علي إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في إحداث تحولات سياسية داخلية بالقارة العجوز من خلال مساعدة الأحزاب القومية (اليمينية المتطرفة) والتي بدأت تظهر في بعض الدول الأوروبية منها إيطاليا وهولندا والمجر والخطورة الآن في أهم قاطرة اقتصادية أوروبية ألمانيا، والتخوف أيضا علي فرنسا والتي ستشهد انتخابات محلية العام القادم وقبل انتخابات رئاسية في 2027".

 وأهمية تسريع عملية تطويره في أوروبا

وتأتي تصريحات الرئيس الفرنسي، في ختام اليوم الأول من قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي، حيث ألقى ماكرون كلمة أكد فيها أهمية تسريع عملية تطوير الذكاء الاصطناعي في أوروبا،  وأعرب عن رغبته في رؤية أوروبا تتقدم وتواكب ما تحققه الولايات المتحدة في هذا القطاع.

وفي حديثه، اقترح ماكرون الاستفادة من استراتيجية ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس كإشارة إلى إمكانية التغلب على التحديات بسرعة، حيث تمكنت فرنسا من إعادة بناء الكاتدرائية بعد الحريق الهائل في وقت قياسي.

 وفي هذا السياق، دعا ماكرون إلى تبني نهج مشابه في التعامل مع مشاريع الذكاء الاصطناعي في أوروبا.

وأمام آلاف الخبراء والمتخصصين في مجال التكنولوجيا داخل "القصر الكبير" بباريس، قال ماكرون: "حان الوقت لتبني استراتيجية أوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي". 

كما شدد على ضرورة تبسيط الإجراءات الإدارية لتنفيذ هذه الاستراتيجية بنجاح، مستعرضا تطور عملية ترميم نوتردام كدليل على قدرة أوروبا على إنجاز المهام الصعبة في زمن قياسي.

 الاستثمار في بنية الحوسبة التكنولوجية

وأضاف الرئيس الفرنسي أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ستعرض اليوم الثلاثاء "الاستراتيجية الأوروبية بشأن الذكاء الاصطناعي"، التي تهدف إلى تسريع التنظيم داخل الاتحاد الأوروبي وتعزيز السوق الموحدة، بالإضافة إلى الاستثمار في بنية الحوسبة التكنولوجية.

كما أكد على الحاجة إلى تطوير السوق الداخلية في أوروبا لتوفير بيئة مواتية للشركات الناشئة في قطاع الذكاء الاصطناعي. 

وفي هذا السياق، أعلن ماكرون عن استثمار ضخم يبلغ 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي في فرنسا بحلول عام 2031، مع التركيز على بناء مراكز البيانات، وأضاف أن فرنسا قد خصصت بالفعل 35 موقعا على مستوى البلاد لمثل هذه المراكز، التي ستستفيد من الطاقة النووية كأحد المصادر الرئيسية للطاقة النظيفة.

وفي إطار التعاون الدولي، أعلن ماكرون عن خطة لاستثمار مشترك بين الاتحاد الفرنسي الإماراتي في بناء مجمع للذكاء الاصطناعي في فرنسا بقيمة تصل إلى 50 مليار يورو، بالإضافة إلى استثمارات أخرى من شركة بروكفيلد الكندية بمقدار 25 مليار يورو في التكنولوجيا ذات الصلة.

والجدير بالذكر، أن فرنسا خصصت بالفعل 35 موقعًا على مستوى البلاد لمثل هذه المراكز الكبيرة للبيانات، حيث توفر الطاقة النووية كمية كبيرة من الطاقة الخالية من الانبعاثات. 

ووفقا لمكتب ماكرون، يخطط اتحاد فرنسي إماراتي لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار يورو في بناء مجمع للذكاء الاصطناعي في فرنسا، بينما تعتزم شركة الاستثمار الكندية بروكفيلد استثمار ما يصل إلى 25 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ذات الصلة في البلاد.