وجهت إحدى الفتيات الصغيرات، سؤالا إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قالت فيه (لماذا خلقني الله يتيمة ؟ وهل سيحبني الله أكثر من بقية الأطفال لأنني وحيدة ليس لي أب أو أم ؟
وأجاب شيخ الأزهر على الطفلة، من خلال كتاب "الأطفال يسألون الإمام"، أن نعمة الخلق والإيجاد من النعم التي تستوجب على العبد الشكر.
وقد ذكر الله تعالى هذه النعمة في قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجِ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [الإنسان : ١، ٢].
كما شرف الله كل يتيم بميلاد حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم يتيمًا ، قال عز وجل: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى [ الضحى : ٦]، منوها أن اليتم ليس منقصة ولا مذمة، والله تعالى أراد لحبيبه صلى الله عليه وسلم أن يكون يتيمًا ليكون له العون والمدد والإيواء من الله تعالى، وكذلك تصير تلك المعاني لكل يتيم؛ فإنه إذا فَقَدَ الأب فلن يفقد الرب تبارك وتعالى، فهو الذي خلق، وهو الذي يرزق، وهو الذي يئوي.
كما أنه تعالى إذا منع وجود الأب من جهة التكوين، فإنه عوض ذلك من جانب التشريع؛ بأن كفل لليتيم جملة من الحقوق التي تعمل على رعايته وحفظ حقوقه، ووعد بالجزاء الوفير لمن يفعل ذلك، وكذلك حذر أشد التحذير من أكل أموال اليتامى ظلما.
وأكد شيخ الأزهر في إجابته على سؤال الطفلة: هل ذلك يجعل الله يحبني أكثر من غيري ؟ أن حب الله تعالى لا يرتبط فقط بمجرد يتم الإنسان، وإنما بمدى صلاحه واتباع سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران : ۳۱].
وأشار إلى أن محبة الله ترتبط بمدى صبر العبد على ما ابتلاه الله تعالى به وسعيه إلى رضاه، لكن كما ذكرنا - شرع الله تعالى العديد من الحقوق والواجبات للأيتام بما يحقق لهم الرعاية والعناية والدعم.
يذكر أن جناح الأزهر الشريف، قد عرض كتاب "الأطفال يسألون الإمام" ضمن إصدارات الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، حيث يستعرض الكتاب مجموعة من الأسئلة الواردة من الأطفال ويجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.