أكدت النائبة نجلاء العسيلي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن ظاهرة هجرة العقول والكفاءات المصرية إلى الخارج تمثل تهديدًا خطيرًا لمستقبل البحث العلمي والتنمية الوطنية، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة للحفاظ على الكوادر العلمية داخل البلاد.
وأوضحت العسيلي في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن مصر تمتلك ثروة بشرية هائلة من الباحثين والأطباء والمهندسين، الذين يمثلون العمود الفقري لأي نهضة علمية واقتصادية، لكن في ظل غياب بيئة العمل المناسبة والرواتب العادلة، يتجه العديد منهم إلى البحث عن فرص أفضل خارج الوطن، وهو ما يؤدي إلى نزيف معرفي خطير يؤثر على الاقتصاد الوطني ومستوى الخدمات الأساسية.
غياب سياسات تحفيزية
وأضافت العسيلي أن المشكلة لا تتعلق فقط بالمقابل المادي، بل تمتد إلى ضعف الإمكانيات البحثية، ونقص التمويل الموجه للعلماء والمبتكرين، وغياب سياسات تحفيزية تضمن لهم بيئة عمل مستقرة، مؤكدة أن العالم اليوم يتنافس على جذب العقول والكفاءات، مما يستدعي إصلاحات جذرية في المنظومة البحثية والتعليمية داخل مصر.
واقترحت العسيلي عددًا من الحلول، أبرزها زيادة ميزانيات البحث العلمي، وربط الأبحاث العلمية بالصناعة وسوق العمل لتشجيع الباحثين على الابتكار داخل بلادهم، بالإضافة إلى توفير حوافز مالية وإدارية للكوادر العلمية والمهنية، ومنحهم الفرصة للمشاركة الفعالة في رسم سياسات التنمية.
كما دعت إلى إعادة هيكلة سياسات التوظيف في الجامعات والمراكز البحثية بحيث يتم استيعاب الكفاءات الشابة وتقديم دعم مستمر لهم، فضلًا عن تسهيل التعاون بين الجامعات المصرية ونظيراتها العالمية، بما يسمح بتبادل المعرفة والخبرات دون الحاجة إلى السفر الدائم للخارج.
وفي ختام حديثها، شددت العسيلي على أن الحفاظ على العقول المصرية داخل الوطن ليس رفاهية، بل ضرورة ملحة لضمان تقدم مصر علميًا وتقنيًا، داعية الحكومة إلى وضع استراتيجية واضحة ومحددة لمواجهة هذه الظاهرة ومنع استمرار نزيف الكفاءات.