تسبب مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي في مصر والوطن العربي في حالة من الجدل الواسع، بعد أن ظهرت فيها مشاهد تؤكد إلى اختراق "القناة 14 الإسرائيلية".
ووفقاً للفيديو، الذي انتشر بشكل لافت يوم 9 فبراير عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، اختفى ضيوف البرنامج التلفزيوني الذي كان يُبث مباشرةً على القناة، لتحل مكانهم لوحةُ العلم المصري مصحوبةً بالنشيد الوطني للبلاد، مع ظهور رسالة تفيد بأن الهاكر المصري "أحمد عثمان" هو من قام بالعملية.
كما تضمنت المشاهد المُتداولة رسالة أخرى تُعبر عن رفض "تهجير سكان غزة"، مع عبارة "ستبقى فلسطين حرة".
التفاعل الإلكتروني وغياب التحقق
حظي المقطع باهتمام واسع من قبل نشطاء ومُستخدمين عبر منصات مختلفة، حيث أشاد بعضهم بـ"الاختراق" باعتباره عملاً وطنياً ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، بينما ركز آخرون على الرسالة الداعمة للقضية الفلسطينية.
وتناولت حسابات إعلامية عربية ومحلية الفيديو عبر نشر تغريدات ومقالات دون التأكيد على صحته، مما ساهم في تضخيم انتشاره. إلا أن غياب التحقق الرسمي من الجهات المعنية أو القناة الإسرائيلية نفسها أبقى الحادثة في إطار الإشاعة الإلكترونية.
https://x.com/dbu8exyy/status/1888630642721570991
الكشف عن التلاعب.. تفاصيل التحقيق
في منحى مغاير، وضحت وسائل إعلام مصرية الرواية المتداولة، مشيرة إلى أن الفيديو الأصلي للقناة 14 يعود إلى 5 فبراير، ويوثق نقاشاً حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية دون أي اختراق.
وبمقارنة المقطعين، تبيّن أن المشهد المُتداول قد عُولج رقمياً، حيث تم تركيب مشاهد العلم والنشيد المصري ورسائل الهاكر على نسخة من البث المُسجل على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) ، وليس خلال البث المباشر. وأكدت التحقيقات الفناية ذات التقنية الدقيقة أن القناة لم تسجل أي اختراق في التواريخ المذكورة.
بين الواقع الافتراضي وحقيقة الأخبار
تكشف هذه الواقعة عن آلية تعامل الجمهور مع الأخبار السريعة في العصر الرقمي، حيث تتفوق المشاعر السياسية والوطنية أحياناً على التثبت من المعلومة.
فبينما يُظهر الحدث مدى تأثير الخطاب الرقمي في تعبئة الرأي العام، إلا أنه يطرح تساؤلات حول مسؤولية المنصات والإعلام في نشر محتوى غير موثق. وفي ظل انتشار تقنيات التزييف العميق، تبرز الحاجة إلى تعزيز أدوات التحقق، ووعي المُستخدمين بضرورة تمحيص ما يتلقونه قبل مشاركته، خاصة في سياق الصراعات ذات الحساسية السياسية المتفجرة.