أرسل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، برقية عزاء إلى نظيره الناميبي "نانجولو مبومبا"، في وفاة الرئيس الراحل "سام نجوما"، الرئيس الأول والمؤسس لجمهورية ناميبيا، الذي وافته المنية بعد سنوات من الكفاح من أجل وطنه والقارة الأفريقية.
وأكد الرئيس، أن "نجوما" ترك بصمات بارزة في تاريخ القارة ونضالها من أجل الحرية والاستقلال والازدهار لشعوبها، بحسب بيان صادر عن السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وأشار إلى أن العلاقات والروابط التي جمعت بين مصر والرئيس الناميبي الأسبق في كفاحه لتحرير بلاده، تعتبر نموذجًا للتكاتف بين الأشقاء في جميع أنحاء القارة، وشاهدًا على التزام مصر الثابت بدعم أشقائها في كل أنحاء القارة، إيمانًا بالتاريخ والمستقبل المشتركين.
ونعت الرئاسة الناميبية (الأحد) الأب المؤسس وأول رئيس لجمهورية ناميبيا سام نجوما عن عمر ناهز 95 عاماً، مؤكدة أن نجوما، الذي كان يعالج خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، توفي بعد تدهور صحته، ما أثار حالة من الحزن في البلاد.
ميلاد المؤسس وأول رئيس لجمهورية ناميبيا
وُلد سام نجوما في 12 مايو 1929 في منطقة أومونجا قرب أوشيكاتي في شمال ناميبيا، ونشأ في بيئة ريفية متواضعة، وتأثر منذ صغره بالظروف الاستعمارية الصعبة التي كانت تخضع لها ناميبيا تحت سيطرة جنوب أفريقيا ما جعله يشهد عن كثب مظاهر الظلم والتمييز العنصري.
العدالة الاجتماعية والمقاومة والكفاح
شكلت هذه التجارب إحساسه المبكر بالعدالة الاجتماعية والحاجة الملحة إلى التحرر الوطني من الاستعمار وقوى العنصرية والاضطهاد في وقت كان يحكم جنوب إفريقيا أقلية بيضاء موالية لبريطانيا وتحكم وتعيش باسمها.
دفع ذلك سام نجوما إلى تبني أفكار الكفاح والمقاومة والسعي إلى تحقيق استقلال بلاده لينخرط في النشاط السياسي مبكراً، فكان رمزاً للنضال التحرري في البلاد.
وأسس نجوما في عام 1960 منظمة شعب جنوب غرب أفريقيا (سوابو)، التي أصبحت الحركة الرئيسية للمقاومة ضد الحكم الاستعماري ونظام الفصل العنصري، كما قاد حملات دبلوماسية دولية لدعم القضية الناميبية، إضافة إلى قيادة الكفاح المسلح الذي استمر عقودا.
استقلال ناميبيا
عُرف سام نجوما بشجاعته وصلابته، مما أكسبه احترام الحلفاء والخصوم على حد سواء. وحصلت ناميبيا على استقلالها في 21 مارس 1990 وانتخب سام نجوما أول رئيس للبلاد ليبدأ فصلاً جديداً من قيادته ناميبيا بعد الاستقلال التي امتدت حتى عام 2005، ركز خلالها على بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية تحت شعار «ناميبيا واحدة أمة واحدة».
التعليم
وسعى إلى تحسين مستوى التعليم بتطوير المناهج وتوسيع فرص التعليم العالي، وتعزيز الرعاية الصحية ببناء مرافق طبية جديدة وتوسيع نطاق الخدمات الصحية في المناطق الريفية، إضافة إلى تعزيز حقوق الإنسان والمساواة.
ومكنه قراره بتعديل الدستور في عام 1998 من ترشحه لولاية رئاسية ثالثة، ما أدى إلى انقسام الرأي العام، حيث اعتبر البعض ذلك تقويضاً للمبادئ الديموقراطية، بينما دافع آخرون عنه وعدوه ضرورة لاستقرار القيادة في مرحلة ما بعد الاستقلال، وبعد تقاعده من الحياة السياسية، ظل شخصية مؤثرة ومرجعاً وطنياً في الشؤون العامة بفعل خطاباته وكتاباته التي تناولت تاريخ النضال وتحديات بناء الدولة.