قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أحمد حسنين باشا.. وفاة غامضة على كوبري قصر النيل أم تصفية سياسية؟

أحمد حسنين باشا
أحمد حسنين باشا

يُعد أحمد حسنين باشا أحد أكثر الشخصيات نفوذًا وتأثيرًا في البلاط الملكي المصري خلال النصف الأول من القرن العشرين، حيث شغل منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، وكان المستشار الأول للملك في القصر، ما جعله أحد صناع القرار في مصر خلال تلك الفترة. ورغم مكانته السياسية الرفيعة، لم يكن حسنين باشا مجرد رجل دولة، بل كان أيضًا مستكشفًا بارعًا وكاتبًا ومغامرًا ترك بصمته في تاريخ الجغرافيا والاستكشاف.

وُلد أحمد محمد حسنين باشا عام 1889، وكان والده شيخًا للأزهر، ما وفر له بيئة علمية وثقافية متميزة. تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد بإنجلترا، وهناك تأثر بالثقافة الغربية لكنه ظل مرتبطًا بجذوره المصرية. برز في شبابه كرياضي ومبارز ماهر، قبل أن يتحول إلى السياسة والاستكشاف.

صعوده في القصر الملكي

بدأ حسنين باشا مسيرته في القصر الملكي كمدرس خاص للأمير فاروق أثناء دراسته في إنجلترا، واستطاع أن يكسب ثقته سريعًا. وعندما تولى فاروق الحكم عام 1936، أصبح حسنين واحدًا من أقرب مستشاريه، وتم تعيينه رئيسًا للديوان الملكي عام 1940، وهو المنصب الذي جعله الرجل الثاني في الدولة بعد الملك.

خلال فترة عمله، لعب دورًا رئيسيًا في إدارة شؤون الحكم والتأثير على قرارات فاروق، كما كان وسيطًا بين القصر والاحتلال البريطاني، خصوصًا خلال الحرب العالمية الثانية. لكن نفوذه الواسع جلب له أيضًا الكثير من الأعداء داخل الساحة السياسية، سواء من الأحزاب أو حتى داخل القصر نفسه.

الاستكشاف والواحة المفقودة

إلى جانب نفوذه السياسي، اشتهر حسنين باشا كمستكشف بارع، حيث قاد رحلات استكشافية في الصحراء الليبية بين عامي 1923 و1924، ووثّق تفاصيلها في كتابه الشهير “الواحة المفقودة”. وقد نال عن هذه الرحلات وسام المؤسسين من الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، حيث كان من أوائل المستكشفين الذين وثقوا جغرافيا الصحراء الليبية.

النهاية الغامضة

في 19 فبراير 1946، توفي أحمد حسنين باشا في حادث سير غامض على كوبري قصر النيل، عندما اصطدمت سيارته بعربة عسكرية بريطانية. وقد أُثيرت تكهنات حول أن الحادث لم يكن عرضيًا، بل ربما كان مدبرًا بسبب صراعاته السياسية داخل القصر الملكي، خاصة مع الملكة نازلي والملكة فريدة، لكن لم يتم إثبات أي مؤامرة رسمية.