قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عرض ترامب المرفوض .. لماذا رفض بيض جنوب إفريقيا "اللجوء الأمريكي"؟

ترامب
ترامب

  أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بإعلانه عن خطة لمنح الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا “وضع اللاجئ” وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة، مستندًا إلى مزاعم بانتهاكات حقوقية يتعرضون لها.

لكن المفاجأة كانت في رفض تلك الفئة للعرض الأمريكي، مؤكدين تمسكهم بالبقاء في بلادهم رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهونها.  

جاء الإعلان الأمريكي ليشعل موجة من الانتقادات الحادة من الحكومة الجنوب إفريقية، التي اتهمت إدارة ترامب بنشر معلومات مضللة والتدخل في شؤونها الداخلية. 


جنوب إفريقيا ترفض التدخل الأمريكي

وقال المتحدث باسم الرئيس سيريل رامافوزا:  جنوب إفريقيا دولة ديمقراطية تحترم جميع مواطنيها، ولا يوجد اضطهاد ممنهج ضد أي فئة من السكان."  

وأوضحت الحكومة أن الإصلاحات الزراعية المثيرة للجدل، التي تزعم واشنطن أنها تستهدف البيض، تهدف إلى تصحيح إرث الفصل العنصري والاستعمار، وليس التمييز ضد أي مجموعة سكانية.  

من هم الأفريكانيون؟

تعود أصول “الافريكانيين”، الذين يشكلون غالبية البيض في جنوب إفريقيا، إلى المستوطنين الهولنديين والفرنسيين والألمان الذين استقروا في المنطقة قبل أكثر من 300 عام. 

وعلى الرغم من انتهاء نظام الفصل العنصري منذ ثلاثة عقود، لا يزال البيض يتمتعون بمستوى معيشي مرتفع مقارنة بالسود، إذ يملكون 70% من الأراضي الزراعية في البلاد، بينما يعيش 64% من السود تحت خط الفقر، وفقًا لتقرير لجنة حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا لعام 2021.  

الأقلية البيضاء ترفض اللجوء الأمريكي

وفي رد مباشر على مبادرة ترامب، أعلنت أبرز المنظمات الممثلة لـ الأفارقة، مثل "التضامن" و"أفريفورم"، عن رفضها للعرض الأمريكي، مشددين على التزامهم بالبقاء في وطنهم.  

وقال ديرك هيرمان، الرئيس التنفيذي لنقابة التضامن “نحن نعمل هنا وسنبقى هنا، لن نذهب إلى أي مكان.”  

فيما أكدت كالي كرييل، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أفريفورم":  “لا نريد الانتقال إلى أي مكان آخر.” 

سر اهتمام ترامب بمصير البيض بجنوب افريقيا

ويرى محللون أن اهتمام ترامب المفاجئ بمصير البيض في جنوب إفريقيا قد يكون مرتبطًا بأجندته السياسية الداخلية، حيث يسعى إلى كسب دعم اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، في ظل تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة.  

وفيما يواجه السود في جنوب إفريقيا تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى، يرى البعض أن واشنطن اختارت التركيز على مجموعة لا تزال تتمتع بامتيازات، متجاهلة الأزمات التي يعاني منها غالبية السكان.  

ما بين حقوق الإنسان والسيادة الوطنية

ووصفت وزارة الخارجية الجنوب إفريقية مبادرة ترامب بأنها “حملة تضليل” تهدف إلى تبرير سياسات الهجرة الأمريكية الانتقائية، حيث تمنح اللجوء لفئات معينة بينما تواصل طرد اللاجئين والمهاجرين الفقراء من مناطق أخرى حول العالم.  

وتعليقًا على ذلك، قالت سيثابيل نجيدي، وهي تاجرة في سوق جوهانسبرج “لم أرَ أي شخص أبيض يتعرض لسوء المعاملة هنا، ترامب يحتاج إلى زيارة جنوب إفريقيا بنفسه، بدلًا من الاعتماد على معلومات مشوهة.” 

معركة تصحيح المسار
 

وبينما تستمر التحديات الاقتصادية والاجتماعية في جنوب إفريقيا، تؤكد الحكومة أن إصلاحاتها القانونية ليست اضطهادًا للبيض، بل محاولة لمعالجة الفجوة الاقتصادية التي خلفها الفصل العنصري، مشددة على أن العدالة الاجتماعية لا تعني التمييز ضد أي طرف.  

وفي ظل هذه المعركة بين التدخل الأمريكي والسعي الجنوب إفريقي للحفاظ على سيادته الوطنية، يبقى التساؤل: هل كانت مبادرة ترامب خطوة إنسانية صادقة، أم مجرد ورقة سياسية لخدمة أجندته الداخلية؟