شهدت الساحة السياسية والإعلامية في إسرائيل صدمة غير مسبوقة عقب مشاهد تسليم المحتجزين ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي تم تنفيذه مؤخرًا، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو للحظة تسليم الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال، إلى جانب إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من غزة، ما أثار حالة من الجدل العميق في الأوساط السياسية والشعبية الإسرائيلية.
وتشير التقارير إلى أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تعرض لضغوط نفسية وسياسية هائلة بعد انتشار مشاهد التبادل، خاصة مع الانتقادات الداخلية التي تعرضت لها حكومته. إذ رأى جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي أن ما حدث يمثل انتصارًا معنويًا للمقاومة الفلسطينية، في حين عده البعض الآخر مؤشرًا على إخفاق الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة من العمليات العسكرية الأخيرة.
ورغم محاولات نتنياهو وإعلامه الرسمي الترويج للصفقة كنجاح، إلا أن المشاهد التي أظهرت الأسرى الفلسطينيين وهم يعودون إلى أهاليهم وسط احتفالات شعبية ضخمة، تسببت في غضب كبير داخل إسرائيل، حيث اعتبر كثير من المحللين أن هذه المشاهد عززت صورة المقاومة وأظهرت ضعف الموقف الإسرائيلي في إدارة الأزمة.
وتراوحت ردود الفعل داخل إسرائيل بين انتقادات حادة لنتنياهو وحكومته، ومخاوف من تداعيات مستقبلية للصفقة. من أبرز ردود الأفعال: اليمين المتطرف الإسرائيلي: اعتبر أن ما حدث يمثل استسلامًا وتفريطًا في "هيبة الردع"، وطالب باتخاذ إجراءات أشد قسوة ضد الفلسطينيين.
عائلات المحتجزين الإسرائيليين: على الرغم من فرحتهم بعودة ذويهم، فإن بعضهم أعرب عن قلقه من أن الحكومة لم تحقق "النصر الكامل" الذي وعدت به.
وركزت بعض الصحف العبرية على اللحظات المؤثرة التي عاشها الأسرى الفلسطينيون وهم يستقبلون بحفاوة، معتبرة أن ذلك يعد فشلًا استراتيجيًا لإسرائيل في حرب الصورة والإعلام.
انعكاسات الصفقة على الصعيدين الداخلي والخارجي
وفي الداخل الاسرائيلي، زادت الضغوط على نتنياهو من قِبَل المعارضة، التي استغلت اللحظة لاتهامه بعدم الكفاءة في إدارة الصراع. كما أن التوترات بين أقطاب حكومته اليمينية المتشددة زادت، حيث يرى بعضهم أن إسرائيل قدمت تنازلات خطيرة.
أما خارجيًا، فقد عززت الصفقة مكانة الفصائل الفلسطينية، حيث اعتبرتها العديد من القوى الإقليمية والدولية دليلًا على أن إسرائيل ليست في موقف القوة المطلق، وأن المقاومة ما زالت تمتلك أوراق ضغط فعالة.
وتعد هذه الصفقة نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي والعسكري للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فبينما يرى الفلسطينيون فيها انتصارًا معنويًا واستراتيجيًا، يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة من التوتر والقلق حول مستقبل الصراع وما يحمله من مفاجآت غير متوقعة، والأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مدى تأثير هذه الصدمة على حكومة نتنياهو واستقرارها السياسي.