فى ظل واقع تطل فيه الهمجية برأسها الوقح ووجهها القبيح وتتطاول على مقدرات الشعوب والاوطان ، وتطيح بكافة القيم الإنسانية ارضا .
فى ظل كل ذلك جاءت طاقة نور انتشلتني من هذا البغض الانجلو امريكى ، والغطرسة الاسرائيلية ؛ فقد تابعت لقاء للرائع العظيم الدكتور مجدى يعقوب وهو يتحدث عن رسالته وعمله الطبى واصراره على العودة الى الوطن وتقديم كافة خبراته وماتبقى من عمره فى خدمة وطنه وابناء الوطن .
الحديث كان آسرا بكل ماتحمله الكلمة من معانى ، فهذا الدكتور نموذجا للتواضع ، فبرغم كونه من أبرع الاطباء واكثرهم شهرة وعالمية وحاصلا على وسام فارس البريطانى الذى يعد ارقى وسام تمنحه الملكة البريطانية ، بل وانه طبيب الملوك كما يحمل فى بياناته الكثيرة المتعددة ، فهو قد اجرى عملية قلب لملكة بريطانيا الراحلة.
ولك ان تتخيل كم الثقة التى تجعل من ملكة دولة عظمى وكان يطلق عليها الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس ، تجعلها تتخطى موروثات عرقية ويكون الدكتور مجدى يعقوب طبيبها ومعالجها وتمنحه وسام فارس تقديرا لجهوده ولنجاحه المهنى.
دكتور مجدى وبتواضع جم قال لمحدثته التى كان يظهر على ملامحها كم الانبهار وعدم تصديقها انها تجلس وجها لوجه مع طبيب القلوب العالمى مجدى يعقوب قال لمنى الشاذلى: بنتي صوفي بتدرس في فيتنام عن فيروس بيصيب الاطفال بنسبة كبيرة حوالي ٥٠٠ طفل في اليوم، ويستكمل حواره متبسما بابتسامته الجميلة الأثر ويقول صوفى بتقولى : شوف يابابا انا بعالج كام واحد فى اليوم وانت بتعالج كام واحد ؟
وقبل ان يكمل حواره قاطعته الشاذلى وقالت وليتها ماقالت : بنتك بتقلل من عملك يادكتور .. وماأجمل رد يعقوب وأعذبه فقد قال بثقة وعفوية زادت من حديثه جمالا : لا طبعا بس انا وهي بنتنافس علي الإنسانية.
التنافس على الانسانية ذلك ماقاله طبيبنا الخلوق ولم يرد باستعلاء ويقول من قبيل الفخر والزهو : انا الطبيب العالمى الذى يهتز له عرش العالم الغربى من اقصاه الى اقصاه ، ولم يقل ان ابنتى الطبيبة النادرة التخصص والتى يرفع لها العالم القبعة وينحني لتفوقها وتميزها ؛ بل قال جملة تدرس فى ارقى الجامعات " انا وبنتى بنتافس فى الانسانية " جملة مانعة مانحة وصفت القيم التى يتمتع بها طبيبنا العظيم والتى أورثها لابنته ؛ فهو لايسعى ولاهى ايضا لضجيج اعلامى ، ولا شهرة ، ولا حتى مكاسب مادية ؛ فقط يحفر اسمه واسمها فى ملف الانسانية ليخلد ويضيف الى رصيده أرصدة كبيرة تليق باسمه وعطاءه ومسيرته التى تستكملها ابنته.
حوار يعقوب مع الشاذلى كان له أثرا جميلا فى نفسى أفسده ماسمعته من طبيب اخر وللاسف له شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي ؛ فقد ظهر يتحدث عن الشهر الفضيل "شهر رمضان " القادم قريبا ، ويزيد ويتحدث عن فضل الصوم واهميته وضرورة الالتزام بالصوم والتحمل ، وفى اثناء حديثه قاطعته واحدة من المتصلات وقالت له : متى يكون من حقنا الافطار ؟ تحدث كثيرا عن الموانع وقال متباهيا من يعطيك رخصة بالافطار لابد ان يكون طبيبا ويشخص كل مايراه يعرضكى للخطر اثناء الصوم ، ولابد ان يكون طبيبا مسلما ، فردت عليه المتصلة وقالت : انا عملت عملية قلب مفتوح والدكتور قالى متصميش ابدا .
فقال لها خلاص اسمعى كلامه ؛ فقالت له : الدكتور مسيحى وهو دكتور مجدى يعقوب . هنا جاء الرد المزلزل وقال لها : لايعتد برخصته لابد من طبيب مسلم .
وهنا دارت بيا الدنيا وماجت ؛ ماهذا الحديث وماهذا الكلام ؟ وكيف يسمح بهذا اللغط والتقليل من قامات العظماء وادخال الدين فى المنع والمنح لمفاهيم طبية وبديهيات علمية لايختلف عليها اثنان ، سواء كانا مسلمان او على اى ديانة اخرى بل حتى لو كان بلا دين ، الطب علم والعلم يتساوى فى مفاهيمه وتحصيله الكل بغض النظر عن دينهم ، فهل المسلم معه بنود تحليل وتحريم طبية لايدركها من كان على غير دينه ؟ وهل غير المسلم سيستفيد اذا لم يقل ماتعلمه من مفاهيم طبية لمريضه حول افطاره أو صيامه ؟
نحن أمام معضلة اخلاقية ليس إلا ، ويجب مواجهتها بحزم وشدة من اجل الانسانية التى يتنافس فيها كل انسان يدرك معنى ان يكون انسانا ينتمى لانسانية ذات قيم واخلاق رفيعة وتليق برسالة حب الوطن والمواطنين.
سلام على المتنافسين فى الانسانية وعلى رأسهم الطبيب مجدى يعقوب وابنته صوفى.