في صفقة اعتُبرت من أغلى الصفقات الفنية في التاريخ، بيعت لوحة “متى تتزوجين؟” للرسام الفرنسي بول غوغان بمبلغ 300 مليون دولار في عام 2015، لتصبح حينها أغلى لوحة تُباع على الإطلاق.
متى تتزوجين تحفة مستوحاة من تاهيتي
رسم غوغان اللوحة عام 1892 خلال رحلته إلى تاهيتي، حيث كان يسعى للابتعاد عن الحضارة الأوروبية واكتشاف نقاء الطبيعة والثقافة البدائية كما كان يتخيلها. تصور اللوحة امرأتين من تاهيتي تجلسان في مشهد هادئ، إحداهما ترتدي فستانًا ورديًا، بينما الأخرى ترتدي زيًا تقليديًا وتضع زهورًا خلف أذنها، في إشارة إلى تقاليد الزواج المحلية.
كان السبب وراء رسم غوغان لهذه اللوحة هو خلافه مع زوجته، الذي نشب بسبب قلة الإقبال على أعماله الفنية. دفعه ذلك إلى السفر إلى تاهيتي، حيث أنجز هذه اللوحة الشهيرة. ووفقًا لما ذكرته نانسي مول، كاتبة سيرة غوغان، فقد كان يصور في أعماله الناس في لحظات الحب والغناء والاستمتاع، وكأنهم يعيشون فقط من أجل تلك المشاعر. كما حرص على تسليط الضوء على ثقافة جزيرة تاهيتي، التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي من المجتمع الدولي آنذاك.
رحلة بيع لوحة متي تتزوجين
ظلت اللوحة لعقود ضمن مجموعة خاصة لورثة تاجر الفن السويسري رودولف شتشلين، الذي اشتراها مباشرة من غوغان في أوائل القرن العشرين. وفي عام 2015، بيعت اللوحة في صفقة خاصة بمبلغ 300 مليون دولار لمشترٍ قطري، يُعتقد أنه متحف قطر الوطني.
أهمية الصفقة وتأثيرها
مثّل هذا البيع نقطة تحول في سوق الفن العالمي، حيث حطم الرقم القياسي السابق لأغلى لوحة، مما عزز مكانة الفن كاستثمار عالمي ضخم. كما أثار جدلًا واسعًا حول الأسعار الفلكية التي تصل إليها الأعمال الفنية ومدى تأثيرها على سوق المتاحف والمقتنين.
لا تزال “متى تتزوجين؟” واحدة من أعظم لوحات ما بعد الانطباعية، تعكس رؤية غوغان الفريدة للحياة والتقاليد التاهيتية، وتحمل قيمة فنية وتاريخية استثنائية.