ارتفع سعر الذهب في مصر خلال تداولات اليوم بدعم من ارتفاع أسعار الذهب العالمي من جديد خلال جلسة اليوم، وذلك على الرغم من التراجع الذي شهده سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يوم أمس ليظل الاستقرار هو المسيطر على حركة سعر الصرف.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 4010 جنيهات للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4015 جنيها للجرام، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بمقدار 13 جنيه فقد أغلق عند المستوى 3987 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند المستوى 4000 جنيه للجرام.
الارتفاع في سعر الذهب عند بداية تداولات اليوم جاء مدعوم بعودة الذهب العالمي إلى الارتفاع اليوم مع ترقب الأسواق لتأثير بيانات الوظائف الأمريكية التي تصدر اليوم، بينما نجد أن عودة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه للاستقرار يساعد على اعتماد حركة السعر المحلي على السعر العالمي بشكل أساسي.
يبقى الطلب المحلي على الذهب ضعيف خلال الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع سعر الذهب ليبقى تسعير الذهب يعتمد بشكل أساسي على حركة سعر أونصة الذهب العالمي خاصة في ظل استقرار سعر الصرف في البنوك الرسمية.
كما ارتفعت أسعار الذهب العالمي اليوم الجمعة ليتداول بالقرب من مستويات قياسية سجلها هذا الأسبوع، ليتجه إلى تحقيق مكاسب للأسبوع السادس على التوالي، وذلك في ظل تزايد مخاوف الحرب التجارية التي زادت من عمليات شراء الملاذ الآمن قبل تقرير الوظائف الأمريكي المهم الذي يصدر اليوم.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى عند 2870 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2856 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2869 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
يأتي هذا الارتفاع في سعر الذهب بعد أن شهد تراجع مؤقت خلال جلسة الأمس بسبب تعديل المؤشرات الفنية وعمليات البيع لجني الأرباح عقب تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي يوم الأربعاء عند 2882 دولار للأونصة.
لا يزال سوق الذهب في اتجاه صاعد ومن المتوقع أن نستمر في رؤية أسعار الذهب تسجل ارتفاعات جديدة لأن الأسعار في منطقة بلا سقف حاليا، وستعتمد الحركات القادمة على التطورات في أزمة التعريفات الجمركية والتطورات الجيوسياسية بالإضافة إلى توقعات أسعار الفائدة الأمريكية.
فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية بنسبة 10٪ على الصين في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما أثار رد فعل انتقامي من بكين حيث تقدمت الصين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أدى هذا التحرك إلى تفاقم المخاوف بشأن تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادات العالم، نظرًا لأن ترامب أشار أيضًا إلى عدم وجود عجلة للتفاوض مع نظيره الصيني شي جين بينج.
كانت المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية وتأثيرها على الأسواق العالمية هي المحرك الأول لأسعار الذهب هذا الأسبوع بالإضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص قطاع غزة والرفض الدولي الكبير الذي شهدته هذه التصريحات، مما زاد من المخاوف بشأن مستقبل التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
ينصب التركيز الآن على تقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر اليوم للحصول على أي تلميحات حول دورة أسعار الفائدة، نظراً لأن أداء قطاع العمالة الأمريكي هو المحرك الأول للسياسة النقدية للبنك الفيدرالي ومستقبل أسعار الفائدة.
وقال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي، إن اقتصاد التوظيف الكامل مع النمو القوي وانخفاض التضخم سيسمح للبنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض الأسعار، على الرغم من أن عدم اليقين بشأن تأثير التعريفات الجمركية والتغييرات السياسية الأخرى يدعو إلى نهج أبطأ.
ويعتبر الذهب استثمارًا آمنًا خلال الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الذهب. وقد توقع بنك ANZ أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة هذا العام بمقدار 100 نقطة أساس أخرى مما سيؤدي إلى انخفاض عوائد السندات الحكومية الأمريكية وبالتالي يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم عائد ليدفعه إلى المزيد من الصعود.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية العالمية سجلت صافي مبيعات بلغت 3 أطنان من الذهب في ديسمبر، حيث انخفض الطلب خلال الشهر الأخير من عام 2024 لتسجل المشتريات الإجمالية 13 طنًا بينما كانت المبيعات الإجمالية 16 طنً
وكان البنك المركزي الصيني أكبر مشتري للذهب خلال شهر ديسمبر الماضي ليسجل مشتريات بقيمة 10 طن من الذهب.
وكان كل من المشتريات والمبيعات الإجمالية خلال عام 2024 بأكمله أقل مقارنة بنفس الفترة في عام 2023، وكان البنك المركزي البولندي أكبر مشتري للذهب خلال العام الماضي بمقدار 90 طن يليه تركيا بمقدار 75 طن ثم الهند بمقدار 73 طن.