شهدت منطقة جبل الزيت شمال البحر الأحمر حادثًا بحريًا مأساويًا، حيث غرق مركب سياحي كان في طريقه من رشيد إلى الغردقة، مما أسفر عن إنقاذ أربعة من أفراد الطاقم، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن اثنين آخرين. في هذا التقرير، نرصد كواليس الساعات الخمس العصيبة التي عاشها طاقم المركب قبل غرقه، والجهود المضنية لإنقاذهم.
نداء استغاثة وتحرك عاجل
في مساء الخميس، تلقى مركز البحث والإنقاذ البحري نداء استغاثة عاجل من طاقم المركب المنكوب، يفيد بتعرضهم لأمواج عاتية وسوء أحوال جوية تسببت في تسرب المياه إلى المركب، مما جعله غير قادر على مواصلة الإبحار. فور تلقي البلاغ، تحركت مراكب الإنقاذ التابعة لشركات البترول العاملة في المنطقة، وسط أجواء من القلق والتوتر حول مصير الطاقم.
محاولات الإنقاذ وسط الأمواج
واجهت فرق الإنقاذ تحديات كبيرة بسبب اضطراب البحر وسرعة الرياح، إلا أن مركبًا تابعًا لشركة جابكو تمكن من الوصول إلى موقع الحادث بعد عمليات تمشيط دقيقة، ونجح في انتشال أربعة من البحارة، وهم:
عادل السيد محمود المعداوي – رئيس بحري، 37 عامًا
حامد محمود حامد المعداوي – بحري، 36 عامًا
نور الدين الحاج أحمد – بحري، 27 عامًا
محمد صابر إبراهيم – بحري، 27 عامًا
ورغم إنقاذ هؤلاء، إلا أن اثنين من أفراد الطاقم، وهما السيد محمد أحمد عثمان (ميكانيكي، 37 عامًا) ومحمد أحمد المصري (بحري، 27 عامًا)، لا يزالان في عداد المفقودين، مما استدعى تكثيف عمليات البحث عنهم.
ساعات من البحث والتنسيق المكثف
مع استمرار فقدان الاتصال بالبحارين الاثنين، دخلت عمليات البحث مرحلة أكثر دقة، حيث تم الدفع بمركبين إضافيين من شركتي جابكو وسوكو لتعزيز الجهود، فيما حلقت فرق الاستطلاع فوق المنطقة لمحاولة تحديد موقع المفقودين.
أسباب الغرق ومصير المركب
كشفت التحقيقات الأولية أن المركب السياحي، الذي كان يُعرف باسم «تري تون»، غرق بسبب الأحوال الجوية السيئة التي أدت إلى تسرب المياه إليه بشكل مفاجئ. المركب كان قد غادر رشيد بعد الانتهاء من أعمال صيانته متجهًا إلى الغردقة، لكنه لم يتمكن من استكمال رحلته بسبب العوامل المناخية القاسية.
متابعة رسمية واستنفار أمني
فور وقوع الحادث، تم إبلاغ الأجهزة المعنية، وتم رفع حالة الاستعداد في مختلف الجهات المختصة، حيث تم الدفع بعدد من الوحدات البحرية والإسعاف البحري إلى موقع الحادث، بينما لا تزال عمليات البحث عن المفقودين مستمرة على أمل العثور عليهما في أسرع وقت ممكن.