قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد 5 آلاف سنة.. سر عودة الضبع المرقط لـ مصر

الضبع المرقط
الضبع المرقط

في حدث نادر، تم تسجيل وجود الضبع المرقط في مصر بعد انقراضه منذ أكثر من 5 آلاف عام. فقد كان هذا النوع من الضباع معروفًا في الحضارات القديمة وموثقًا في النقوش الأثرية. 

ومع ذلك، اختفى الضبع المرقط من مصر قبل آلاف السنين، حتى فوجئت الأوساط العلمية باكتشافه مؤخراً مرة أخرى.. فما السر وراء ظهوره؟

كيف تم رصد الضبع المرقط؟

في شتاء عام 2024، تم رصد ضبع مرقط في محمية علبة بجنوب شرقي مصر، على بعد 500 كيلومتر شمال الحدود المصرية - السودانية. 

وقد قتل الضبع على يد السكان المحليين الذين عثروا عليه بعد أن قام بقتل اثنتين من الماعز. هذا الاكتشاف لقي توثيقا علميا عبر دراسة حديثة نشرت في مجلة "دي جرويتر"، وهو يعدّ أول تسجيل لهذا النوع في مصر منذ انقراضه.

ما هو الضبع المرقط؟

الضباع المرقطة تمثل واحدة من أكثر الحيوانات آكلة اللحوم وفرة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. 

تتميز هذه الضباع بقدرتها الكبيرة على التكيف، حيث يمكنها العيش في بيئات متنوعة تشمل الغابات والسافانا والصحاري. 

وعلى الرغم من أنها أقل شيوعًا في الصحاري الجافة، إلا أنها قادرة على السفر لمسافات طويلة تصل إلى 27 كيلومترًا يومياً بحثاً عن الطعام.

ومع ذلك، فإن أعداده تقل في البيئات القاحلة وشبه القاحلة، ما يجعل ظهوره في مصر حدثًا استثنائيًا بعد غياب آلاف السنين.

سر ظهور الضبع المرقط

في تصريح صحفي للدكتور عبد الله ناجي، الأستاذ بكلية العلوم في جامعة الأزهر، تم تسليط الضوء على عدد من العوامل التي ساعدت على ظهور الضبع المرقط في مصر. 

من بين هذه العوامل، الحرب الدائرة في السودان التي تسببت في دمار البيئة، مما أجبر الضبع على الانتقال إلى مناطق جديدة بحثًا عن مأوى وطعام. هذه الظروف ساهمت في فتح مسارات للحياة البرية، حيث يمكن أن يكون الضبع قد هاجر إلى مصر بحثًا عن بيئات أكثر أمانًا.

كما أن التغيرات البيئية التي حدثت في المناطق المتاخمة لمصر والسودان قد وفرت بيئات أقل قحولة وأكثر غنى بالنباتات، مما يسهل بقاء الحيوانات التي تعتمد على هذه الموارد. ومن المحتمل أيضاً أن يتسبب التغير المناخي في دفع الحيوانات لمغادرة موائلها الحالية والبحث عن مناطق أكثر ملاءمة.

هل نشهد المزيد من الضباع المرقطة؟

وتشير الدراسات إلى أن حوادث الاضطراب السياسي، مثل تلك التي يشهدها السودان، تدفع العديد من الحيوانات إلى البحث عن بيئات أكثر أمانًا. في حالة الضبع المرقط، قد تكون النتائج المترتبة على هذه الظروف قد ساعدت على تسريع انتقاله إلى مصر.

وبحسب الخبراء، هناك احتمال كبير لتسلل المزيد من الضباع المرقطة أو حتى أنواع أخرى من الحيوانات إلى مصر في المستقبل. فقد لوحظ في السنوات الماضية ظهور نمر أفريقي في نفس المنطقة، وهذه الظواهر ليست بالضرورة سلبية، بل تعبر عن تفاعل طبيعي بين الكائنات والبيئة.