يُعد صيام شهر شعبان من أنواع صيام التطوع التي يُستحب للمسلم أداؤها تقربًا إلى الله عز وجل وطلبًا لمرضاته.
ورغم أنه ليس فرضًا، إلا أن النبي ﷺ كان يُكثر من الصيام في هذا الشهر، كما جاء في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما صام النبي ﷺ شهرًا كاملًا قط إلا رمضان، وما كان يصوم من شهر أكثر مما كان يصوم من شعبان."
أيام يُكره أو يُحرم فيها الصيام
ورغم أن صيام التطوع جائز في أي وقت من السنة، إلا أن هناك أيامًا نُهي عن الصيام فيها، مثل:
1. يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث يحرم الصيام فيهما.
2. أيام التشريق الثلاثة (11، 12، 13 من ذي الحجة)، وهي الأيام التي تلي عيد الأضحى.
3. صيام يوم الجمعة منفردًا، وكذلك يوم السبت منفردًا دون أن يصوم يومًا قبله أو بعده.
4. يوم الشك، وهو اليوم الذي يُتمّم شهر شعبان (29 أو 30 شعبان)، خاصة إذا كان الصيام بنية الاحتياط لدخول رمضان.
5. صيام الدهر بالكامل دون فطر، لما فيه من مشقة وتكليف زائد.
6. صيام المرأة تطوعًا دون إذن زوجها إذا كان حاضرًا، وذلك حفاظًا على حقوق الزوج.
فضل الصيام في شهر شعبان
يمتاز شهر شعبان بميزة عظيمة، حيث تُرفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، ولذلك كان النبي ﷺ يحرص على الصيام فيه. فقد روى أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم." (رواه النسائي).
رفع الأعمال في شهر شعبان
المقصود برفع الأعمال هنا هو عرض أعمال العبد على الله عز وجل، سواء الأعمال القولية أو الفعلية، ويتم هذا الرفع سنويًا في شهر شعبان. كما أن الأعمال تُعرض أيضًا بشكل أسبوعي في يومي الإثنين والخميس، فقد قال النبي ﷺ: "تعرض الأعمال يومي الإثنين والخميس، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم." (رواه الترمذي).
أنواع صيام التطوع وأفضل الأيام للصيام
الصيام في الإسلام ينقسم إلى قسمين:
1. صيام الفرض، ويشمل صيام رمضان، بالإضافة إلى الكفارات والنذور.
2. صيام التطوع، وهو سنة يؤجر المسلم على فعله ولا يُعاقب على تركه، ومنه:
صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وخاصة يوم عرفة لغير الحاج.
صيام ستة أيام من شوال، حيث قال النبي ﷺ: "من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر." (رواه مسلم).
صيام الأشهر الحرم، وهي المحرّم، رجب، ذو القعدة، وذو الحجة.
صيام شهر شعبان، اقتداءً بالنبي ﷺ، حيث كان يكثر من الصيام فيه.
صيام الثلاثة أيام القمرية من كل شهر (13، 14، 15)، فقد قال النبي ﷺ: "صم من كل شهر ثلاثة أيام، فذلك صوم الدهر." (رواه البخاري).
صيام الإثنين والخميس، حيث ورد عن النبي ﷺ أنه كان يصومهما بانتظام.
صيام داوود، وهو أفضل أنواع الصيام، حيث يصوم المسلم يومًا ويفطر يومًا، كما جاء في الحديث: "أحب الصيام إلى الله صيام داوود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا." (رواه البخاري).
حكم صيام شعبان لمن لم يصم قبله
يستطيع المسلم صيام أي عدد من الأيام في شعبان، حتى وإن لم يكن قد صام تطوعًا من قبل، وليس شرطًا أن يكون ملتزمًا بصيام التطوع طوال العام.
صيام الأيام البيض في شهر شعبان
تُعرف الأيام البيض بأنها الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، وهي أيام يُستحب الصيام فيها، وقد كان النبي ﷺ يحرص عليها، كما يُطلق عليها أيضًا "الأيام البيض" في شوال، التي تشمل الستة أيام المستحبة بعد رمضان.
خاتمة
صيام التطوع عامة، وفي شهر شعبان خاصة، يُعد فرصة عظيمة لزيادة الأجر والاستعداد لشهر رمضان، كما أنه من السنن التي كان النبي ﷺ يداوم عليها. فمن استطاع أن يغتنم فضل هذا الشهر بالصيام والعبادة، فله أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.